ووا عن أشعب الطماع انه اصطحب ابنه الى احدى مأدبات الفطور، فلاحظ أن ابنه يشرب الماء بين الاكل، فلكزه في خصره وصاح به: يا أحمق تملأ بطنك بالماء وامامك كل هذا الاكل. فأجابه: لا يا ابتي، انما اشرب الماء لأزيح ما سبق واكلته، فأفسح المجال للقمة جديدة، فلكزه اشعب مرة اخرى وقال له: يا لعين، تعرف ذلك ولا تخبرني به.
وذهب أشعب فرأى جماعة من الصحابة يتناولون فطورهم من السمك، فخف اليهم وسألهم: ماذا تأكلون؟، فأرادوا التخلص منه، فقالوا: «سمكا مسموما». ادرك بالطبع نيتهم في التخلص منه، فلم يعبأ بل انضم اليهم وانطلق في الاكل وهو يقول: والله انما الحياة بعد صحابة رسول الله لا تستحق العيش فلأمت معكم! الصنف الثاني من النكات يدور حول التهرب من واجب الصيام. ابلغوا رجلا باقتراب شهر رمضان، فقال: «والله لأقطعنه بالسفر»، وسمعت امرأة واعظا يخطب ويقول: من صام يوم عاشوراء، فكمن صام سنة كاملة، فصامت حتى الظهر، وقالت يكفيني من ذلك ستة اشهر على ان يكون رمضان من بينها. ورأى الناس الفكاهي المصري إمام العبد يأكل خلال النهار فقالوا له: الا تخشى غضب الله؟ تفطر وانت في رمضان المبارك؟ فقال: انا من حزب فاطر السموات والارض، أعترف بأنني لست من الصائمين فلدي قرحة في المعدة تتطلب الاكل كل ساعتين على الاكثر ولا يصح معها الجوع، فكلما سألوني عن ذلك قلت انني اوصيت بأن تدفن معي صورة اشعة اكس وسائر التقارير والوصفات الطبية.
بالطبع لا يقتصر صوم رمضان على الامتناع عن الاكل والشرب والتدخين فقط، يسري ايضا على كل ما يمكن ان نسميه بنوازع الشر عند الانسان، ومنها الامتناع عن العنف والعدوان، قال الراوي: اتذكر انه كان لنا جار في الاعظمية، لا ينفك عن ضرب زوجته، فعل ذلك في شهر رمضان وهي صائمة، فهاج عليه القوم وأنبوه: كيف تضربها وهي صايمة وهذي ايام رمضان الشريف؟ عندك 11 شهرا اخرى اضربها فيها، عندك شهر صفر، هذا شهر مناسب لضربها، قال: وتريدوني انتظر الى ان يجيء شهر صفر؟ ...