بسم الله الرحمن الرحيم
كم من الأعمال التي لا ولن تنتهي وطموحات الإنسان فيها لا تنقضي يسعى ويكدح ويغدو ويروح و يتصل وينسّق ويخطط وينفذ، ويتابع ويحرص، ويهتمّ ويشقى ويوصي ويؤكّد، ومع ذلك لا ولن تنتهي أعماله بالصورة التي يرضاها، ولربما دعاه قريبه أو جاره إلى زيارته لكنه يكثر الاعتذار، ويتعلل بهذه الأعمال التي تحتاج إلى متابعة واستكمال، فطال به الزمن عن رؤية إخوانه وذويه والجلوس معهم، ولربما تأخر كثيراً عن إدراك صلاة الجماعة لهذه الأسباب، ونرى وترون فئاماً من الناس قد خف ميزان الصلاة لديهم، يقضون ما فاتهم إن أدركوا منها شيئاً، ثم ينصرفون إلى هذه الدنيا التي تغري وتفتن أبناءها ممن اصطادتهم ووقعوا في حبائلها، ثم يعقب ذلك خبر كالصاعقة على الورثة (مــــــــات فلان) نعم تصوّر أنها قيلت عنك (مـــــــات فلان) وهو أنت ياترى ماموقفك من هذا الخبر وبين يدك حقوق وواجبات لم تؤدى بسبب هذه السكرة؟
ديون لم توثّق وقروض في نظرك يسيرة – وهي دين عليك للخلق – لم يعلم بها أحد وأمور أخرى لم تتحلل أصحابها – كسلاً منك – قد دوّنت عليك، وورثة لم تخلص النصيحة لهم في حياتك، أو أموال واعدت نفسك بالتصدق منها لكنك لم تفعل طمعاً وخوفاً من نقصها والشيطان يعدكم الفقر، ووصية وعدت نفسك بكتابتها وتدوينها وحفظها لكنك – أيضاً – لم تنفذّ ولم تكتب
أخي: هل فكّرت بجدٍ فيما مرّ؟ هل دار في ذهنك؟ لمَ لا تبادر من الآن وتقوم بتصفية كل ذلك، وتستعدّ لما أمامك؟ لمَ لا تذكّر نفسك وأهلك وإخوانك بين الفينة والأخرى – بذلك؟ تلك غشاوة آن أن نزيلها ونبددها ونستيقظ من سباتنا العميق أخي: عش لحظة وصول نبأ موتك لأهلك، وتصور ذلك ما الذي تستطيع أن تعمله لو مدّ لك في عمرك؟ إذاً افعله الآن من تجديد التوبة والفرار إلى الله (ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين) والله يا أخي لا ينفع الندم، وورثتك لايغنون عنك من الله شيئاً ولن يؤنسك في قبرك سوى عملك الصالح فهل أكثرت من الصالح؟ لا تدع للطالح من العمل فرصة في حياتك واعمرها بما يقرّبك من مولاك، عِ النصيحة وافتح لها أبواب قلبك تفلح وتنجح وفقك الله وسددك..آمين