الصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم اخواني واخواتي
تحية طيبة ومعطرة باريج الورد والريحان
أما بعد:
بسم الله الرحمن الرحيم
أصبح لكرة القدم دور كبير في التعريف بالشعوب والأوطان وتعتبر من أهم النشاطات في جميع البلدان إذ أنها بجانب دورها الرياضي في تقريب الشعوب فإنها تلعب دورا دبلوماسيا بجانب ذلك فكل الشعوب والأمم تتمنى ان يكون لها منتخب يمثلها في مختلف المحافل العالمية ويرفع علمها عاليا وسط أعتى وأقوى الحضارات الأممية حتى أصبح لكرة القدم دور المخدر للشعوب وفي نفس الوقت الموقض والمحمس فهي تنمي الحس الوطني في أي شخص حيث الكل يفخر بإمتلاك بلاده لمنتخب كرة قدم كبير حتى وإن كانت كل المجالات الأخرى غير لائقة في بلاده فإن كرة القدم تكافئ كل شيئ اخر
ولم تلعب كرة القدم هذا الدور فقط على البلدان الصغيرة والنامية وإنما حتى على البلدان الكبيرة الغنية إقتصاديا فهي الأخرى ترى أن كرة القدم هي فرصة لإبراز الذات والتعالي وسط اقرانهم من الدول القوية وهذا حقا كان من أهم اهداف الرياضة
لهذا كله فقد كان من البديهي تحول كرة القدم إلى إقتصاد وأعمال وتحولت إلى قطاع منفرد ومن أهم قطاعات اي بلد ، وهكذا تسعى كل بلدان العالم في تطوير هذا المجال لما يلعبه من دور في رفع قيمة البلد والمواطن المعنوية وإحساسه بإنتمائه وإفتخاره بذلك.، ومن أجل الوصول لهذه الأهداف تتبع الإتحادات الوطنية في كل البلدان سياسات حكيمة ومختلفة ووسائل متعددة.
ربما مقدمتي قد تدفعكم لموضوع اخر لا يقل أهمية على الموضوع الذي وددت طرحه اليوم عليكم
فمع كل ماسبق ذكره فإن من بين الوسائل التي تنهجها بعض الإتحادات الكروية العالمية هي وسليلة الإستمالة والتجنيس أو سرقة النجوم احيانا إن صح التعبير.
إن إنعدام الموهبة في بعض البلدان العالمية القوية لا يعتبر ابدا معضلة عندهم ما ذام لهم القدرة على تجنيس أي لعب يرون فيه إضافة لمنتخبهم القومي فيستعملون كل الوسائل المادية لإغراء اللاعبين عن ترك بلدانهم الأصلية والإلتحاق بتلك البلدان
وحتى نقول كلمة حق فإن هناك نوعان من التجنيس ولكن كلاهما لهم نفس النتيجة ولو أنهم يختلفون في الطريقة والمنهج بطريقة تلقائية دون قصد فهم يتفقون في الهدف وهذا ما يهم الإتحادات.
التجنيس الأول هو تجنيس إغرائي محض ويبدو أنه غير أخلاقي تمام من الوهلة الأولى إذا أنه يتركز على إستمالة اللاعبين الشباب الموهبين من مختلف اقطار المعمور خصوصا الدول الفقيرة والتي تعج بالموهبة الكروية كأفريقيا مثلا حيث يتم إستقطاب المواهب في رعيان شبابها بل حتى في فئة الفتيان والكتاكيت ويتم ترحيلهم لتلك البلدان المتقدمة ويتم تكوينهم وبعد ذلك إستمالتهم وإغرائهم لتمثيل المنتخبات القومية لتلك البلدان، بل أن بعض الإتحادات تنهج خطة الجوهرة الجاهزة حيث تعمد إلى اللاعبين الجاهيزن والمكونين في بلدانهم وتقوم بإستقطابهم وإستمالتهم للتجنيس وتمثيل المنتخبات الوطنية لتلك البلدان وكلا هذين النوعين يدخلان في التجنيس الإغرائي الذي يبدو وكانه سرقة للكفاءات والمواهب مستغلين الفقر وضعف البلدان الفقيرة إقتصاديا .
بينما التجنيس الثاني هو تجنيس تلقائي حيث أن في بعض البلدان المتقدمة تعيش جاليات من مختلف بلدان المعمور حيث تستقر عائلات من بلدان اخرى هناك بشكل دائم وهذا ما يعني إزدياد وعيش أبنائهم هناك وهكذا تكون تلك البلدان ملزمة على إحتضان أبناء تلك الجاليات الأجنبية ومنحهم جنسياتها تلقائيا وفق الأعراف المتفق عليها دوليا، وكان من البديهي بروز مواهب كروية ضمن أبناء المهاجرين في تلك البلدان وكان من المؤكد إلتحاق هؤلاء الابناء بمراكز التكوين في تلك البلدان المتقدمة فتتكلف تلك البلدان بتكوينهم أحسن تكوين دون تميز ابدا على كونهم دوي جنسيات مزدوجة بل يتم التعامل معهم في مراكز التكوين على انهم أبناء ذلك الوطن فيقومون بصقل مواهبهم ويعمدون على تكوينهم أكاديميا وثقافيا إتباعا بنظام تلك البلدان فيأتي وقت القطاف والحصاد حيث تنضج تلك المواهب ويصبح لها صيت كبير وصداها يعبر القارات ليصل لإتحادات بلدانهم الأصلية فتقوم هذه الإتحادات بالإتصال بهذا الاعب وهو جاهز ومكون من غيرهم فمنهم من يلبي الدعوة ونداء والوطن الأم ومنهم من ينساق مع الإغراءات المادية التي تعرضها الدول المحتضنة وكذلك الضغوطات القوية التي تمارس عليهم من طرف أنديتهم والإتحاد المحلي وتوعدهم بالعقاب لو تم إختيارهم اللعب في صفوف المنتخب الوطني الأصلي لهم .فمنهم من لا يقوى على كل هذه الطروف فيندرجون في المنتخبات القومية لتلك البلدان التي عاشو وتربو فيها لتستفيد تلك البلدان من مواهب من اصول اخرى، فهذا في الحقيقة تجنيس مختلف عن الأول إذ ان هذه البلدان كان لها الفضل في تكوين وإبراز تلك المواهب المهاجرة وبالتالي لها حق ولو بسيط في أن تستقطبهم لمنتخباتها القومية ولها كامل الصلاحيات في ذلك ما ذامت هي الوحيدة التي صهرت على اللاعب وتكوينه.
لكن في المقابل الا يعتبر هذا إستغلال للمهاجرين الذين يدفعون فلدات أكبادهم ليتم تجنيسها وإستغلالها بهذه الطريقة أليس في ذلك إستغلال لفقر بلدان هؤلاء المهاجرين غالبا وهو مادفعهم لهجرتها والتغرب عليها ليتم إستغلال ابنائها وتزيغهم عن بلدهم الأصلي الذي غادروه قصرا ومتمنين ان يأتي يوم يكون في الوصال الأبدي مع وطنهم الحبيب ، هذه مسألة إنسانية خطيرة في إستغلال هذه المواهب والموارد البشرية في شتى المجالات، فقانونيا تلك البلدان لديها كل الحق في إستغلال المواهب التي صهرت على تكوينها لكن إنسانيا وأخلاقيا هل من حق تلك البلدان إستغلال إطرار تلك الجاليات المهاجرة للإستقرار هناك في إستهداف فلدات أكبادهم؟
في المقابل الا يتحمل الإتحاد الكروي للبلدان الأصلية لهؤلاء اللاعبين المسؤولية في هذه النتيجة ثم ألا يتحمل االاعبون انفسهم مسؤولية إختيارياتهم
وبين هذا وذاك وبعيدا عن الجانب الإنساني والقانوني ولنعد لمسألة هي الأهم في معتقد كل بني أدم وهي مسألة الإنتماء والقومية هل ترضى الجماهير الكروية في بلد ما ان يمثل منتخبها القومي لاعبين مجنسين وذوي أصول اخرى هل يرضون ان يكون فيهم رياضيين إنما هم يرفعون علم بلدانهم فقط من اجل المال ليس إلا، إنما مشاعروقلوب أولئك الرياضيون مع بلدانهم الاصلية .
ثم ألا يعتبر هذا تخطيا وتجاوزا ومسا لقداسة الرياضة التي إنما هدفها هو التنافس الشريف بين مواهب البلدان والأمم وما تنجبه هذه البلدان نفسها وما تزخر به من موارد بشرية .
ثم لو أخدنا مثلا بسيط كدولة فرنسا أليس رئيسها من أصول غير فرنسية وبالتالي إذا كانت هذه الدولة تقبل ان يكون لها رئيس أجنبي اي أنها تعتبر الأجنبين المجنسين مثل المواطنين الأصلين فلما نظلمها ونقول أنها تستغل مواهبنا للوصول للمجد الكروي .
لكن في المقابل لماذا تقوم هذه البلدان بإحتضان كل مواطن من بلدان اخرى يكون له وزن إجتماعي أو فائدة سواء كان لاعبا او طبيبا او مهندسا أو سياسيا او رجل اعمال في حين يتم لعن والإسائة و التصدي لتلك البلدان ولإبنائها كلما تعلق الأمر بمواطن غير صالح من تلك البلدان رغم ان كلا المواطنين سواء الصالح او الطالح لهم نفس الحقوق هناك وإنما تكونو في بيئة مشتركة وهي بيئة تلك البلدان نفسها.
إن الإنتماء شيئ داخلي وكيان يحس به اي إنسان حر في هذا الكون وهو من أهم الغرائز الإنسانية التي تتحكم في مشاعرنا وإهتماماتنا أفلا يعتبر مسالة نكران هذا الإنتماء ومساومته لأي طرف ما كان امرا محبط ومؤسف وجريمة في حق الوطن الذي مات من أجله الأجداد .وذلك إنما هو تسفيه بدماء اجدادنا التي إمتزجت بتراب بلداننا.
********
إلى هنا اكون قد انهيت مقالي وطرحي الذي أتمنى أن ينال إعجابكم وتفاعلكم
أسئلة للنقاش
1. ما نظرك في إعتماد لاعبين مجنسين في المنتخبات القومية ؟
2. أليس من حق البلدان التي تكون وتصقل المواهب من مختلف الجنسيات في الإستفادت من ما سهرت على تكوينه؟
3.هل تتحمل إتحادات البلدان الأصلية المسؤولية في ضياع مواهبها في التجنيس ؟
4.هل تعاني البلدان العربية من هذين التجنسين ؟ وهل لا ترى اي مانع في إتباع الدول العربية نفس الطريقة التي تتبعها تلك البلدان؟
5.ما السبيل إذا للحد من هذه الظاهرة ؟
6 . ماقولك حول الإختلاف في تعامل تلك البلدان مع المواهب حسب قيمتها الفنية ؟
6.إضافة في الموضوع
أعتذر إن كانت الأسئلة كثيرة هه
في رعاية الله