admin
Time Online : 1d 14h 59m 25s عدد المشاركات : 94883 أنــــــــــــا جنسي هو : أنا جنسيتي هي : احترام القوانين : الوسام الممنوح للعضو : : 138779809 29015
| موضوع: المجتمع التقليدي و النظام القرابي 03.12.10 20:19 | |
| المجتمع التقليدي و النظام القرابي
العوامل التي أدت إلى تعزيز القرابة في المجتمع العربي التقليدي
1- طبيعة المجتمع نفسه إذا تكلمنا عن المجتمع التقليدي العربي ، فإننا نتجه إلى وصف المجتمع في الريف حيث بظهر لنا أنه عبارة عن مجموعة من الأفراد يكونون ما أسماه TONIS بالمجتمع المحلي و من ميزته أن الكل الإجتماعي موجود قبل أجزائه ، حيث يولد الفرد فيجد نفسه وسط روابط مستقرة و منتظمة و تقوم الجماعات بتنشئته و تشكيله وفقا لقوالبها الإجتماعية و طبيعة نظمها و إتجاهاتها .
و العلاقات الإجتماعية في هذه المجتمعات ، هي في أغلب الأحيان شخصية تعتمد علي العلاقات المباشرة حيت أن الفرد يكون علاقة مباشرة بالآخرين منذ نشأته الأولى فالرابطة الإجتماعية المحلية التي كانت تربطهم مستمدة من البيئة الإجتماعية الأولية التي كانت تقوم بها الأسرة و التي كانت بدور ها تنسج في إطار القرابة أو الإنحدار القرابي فيرتبط عدد من العائلات و الأسر برباط أخر يعتبر علاقة قرابية من الدرجة الثانية و قد ينتمون إلى أصل جد أكبر واحد فيكونون بذلك ما يسمى البدنة LINEAGE..
و يضيف رالف ديهارنوف في وصف المجتمع التقليدي فيرى بأن"... المجتمعات التقليدية لديها القليل من الخيارات الخاصة فيما يتعلق بإختيار الزوجة لكن لديها الكثير من الأواصر و الخيوط التي تربطها ، فاالفرد مكبل بالأوامر القمعية للأسرة و الجماعة و الدين ، والإلتزام الإقطاعي و ما شابه ذلك..." ، فالدين في تلك المجتمعات التقليدية و خاصة العربية يعطي إحساسا باالمشاركة و الإنتماء إلى الجماعة.
و تعد الوظيفة التي يمارسها الدين على أفراد المجتمع ، هي وظيفة تحديد السلوك الصادر عنهم بإتجاه قيم و معايير متعارف عليها تعمل على تقويم سلوك الفرد ، و ذلك ببناء أسس قيمية تقوم على ضبط و تعميق الروابط الإجتماعية بين أفراده .
و يعرف ' ماكايفر ' و بيج ' المجتمع المحلي ، على أنه " مجموعة من الناس يحتلون بقعة معينة من الأرض و يربطهم معا نظام عام من القواعد التي تنظم حياتهم وتحدد الصلات بينهم "، و من خصائص المجتمعات المحلية ما يلي :
- توافر مساحة جغرافية و اضحة المعالم بغض النظر عن مساحتها و حجمها . - وجود عنصر تحرك الجماعة داخل إطار هذه الحدود . - وجود قوانين و قواعد و أعراف يخضع إليها الأفراد و تنظم حياتهم . - توافر صفة التماسك و التعاون الإجتماعي بين أعضائه خلال إشتراكهم في جميع نواحي الحياة الجمعية . - وضوح الأهداف و تحديدها ، حيث يسعى جميع أفرادها إلى بلوغ الأهداف من أجل مصلحة الجماعة .
و بعد تحديد خصائص المجتمع المحلي يمكن أن نفهم بأن هذه الخصائص هي التي تطبع المجتمع التقليدي العربي و الواقع أن هذه الأخيرة هي التي عززت نظام القرابة و يمكن إضافة بعض العوامل الأخرى نتيجة لطبيعته و نظمه السائدة ومنها : . - نظام القرابة في المجتمع العربي التقليدي الذي يتميز بكونه مجموعة من الأسر تربطها علاقة قرابة دموية أو مصاهرة ، و ترتكز هذه الجماعات القرابية الواحدة في منطقة جغرافية خاصة بها .
- تمتع العائلة الكبيرة بإعتبار عالي و مرموق للإعتبارات السالفة الذكر العصبية العزوة الأمر الذي جعلها النمودج المفضل لكل أفراد المجتمع .
- إمتلاك العائلة الكبيرة ثروة تدفع ابنائها إلى عدم الزواج من خارجها بل يسعون إلى المحافظة عليها .
- بساطة نظام العمل داخل المجتمع التقليدي و قيامه على قياسات إجتماعية و مهنية موروثة لا تأخد بالأهمية التجارية و الأدائية .
- إبتدائية العلوم و المعارف التربوية ، فقد كانت نظرة القروي إلى التعليم مرتبطة بمجموعة القيم الحياتية التي يسعى إلى تحقيقها وحاجاته الأساسبة لأداء حرفة أجداده و المحافظة عليها , إلى جانب العزلة النسبية التي يعيش فيها وما ترتب عليها من سيادة نمط واحد من التفكير .
فلم يكن التعليم مطلب من مطالب العائلة ، وكان مقتصر على معرفة القراءة و الكتابة و غير ذلك كان مضيعة للوقت الذي يجب إستغلاله في العمل المرتبط بحرفته و هذا ما يطبع تفكيرهم بإيديولوجية و مفاهيم مشتركة تعمل على توحيدهم.
- حيوية الحراك الإجتماعي الأفقي ، أي مفاضلة الحرف و المهن و الأعمال الموروثة في العائلة و العمل فيها و الحفاظ عليها بحيث يعمل أفرادها على أن لا يتعلموا مهنة أو حرفة تختلف عن مهنة العائلة أو أن يعمل بعيدا عنها . و يعمل الإشتراك في أداء مهنة واحدة إلى إزدياد تشابه قيمهم و تقاليدهم و عاداتهم و شخصياتهم وباالتالي زيادة تماسكهم وتقوية روابطهم الإجتماعية .
2- نظام الزواج السائد
يتضح أثر التماسك الإجتماعي في عنصر زواج القرابي أو الزواج الداخلي ، و تعد السلطة المطلقة للأب و قوة العصبية في المجتمع العربي و صلة و قوة العلاقات القرابية فيه أعلى صورة مميزة لمجتمع العائلة العربية الممتدة التقليدية ، حيث نجد ميل العرب إلى زواج الأقارب و إنتشار نظام زواج أبناء العمومة , لذلك فقد حاول بعض العلماء تفسير إنتشار هذا النطام عند العرب ، و ظهرت في ذلك تفسيرات عديدة يمكن إجمالها في الآتي : - حفظ الإرث و ممتلكات العشيرة داخلها و المحافظة على صفاء و نقاء دم العائلة .
- تأصل قيمة عدم الإختلاط و قيمة العرض ، فاالشاب لم يكن بوسعه رؤية الفتاة الأجنبية ، و في المقابل تتاح له فرصة رؤية قريباته من بنات العم ، و مثلما يقول : WALLER" إن الفرد لا يختار زوجته من بين كل من يمكنه الزواج منهن ، بل يختار زوجته فقط من مجموعة النساء اللواتي يعرفهن ".
- نظام العائلة العربية الممتدة والتي كان أفرادها يشتركون في مسكن واحد فينشأ الطفل مع إبنة عمه مما يولد شعور و ميل عاطفي بينهما .
و في الجزائر يعتبر نظام الزواج من أهم النظم الإجتماعية و أساس تكوين العائلة الجزائرية وواحد من أهم العوامل التي ساعدت على تعزيز أواصر القرابة و الدم على غرار المجتمعات العربية الأخرى ، إلا أنه يتميز ببعض الخصائص نتيجة لإختلاف الثقافات من مجتمع لآخر وكذا لإختلاف المراحل و تعاقبها . . و إنطلاقا من دراسة P BOURDIEU لنظام الزواج في منطقة القبائل و الشاوية ، فقد تبين بأن زواج الأقارب كثير الإنتشار في هاتين المنطقتين و يتم في سن مبكرة و خاصة عند الفتيات . هكذا فقد ساعد نظام الزواج الداخلي على ترابط العائلة و على تعزيز أواصر نظام القرابة و إستمرارها مما ساعد على تجنب تفكك الوحدة القرابية .
3- خصائص المسكن التقليدي
سنتطرق إلى خصائص المسكن التقليدي إلى جملة من الإعتبارات أهمها : أهمية الدار كمجال ينتج داخله جملة من العلاقات الإجتماعية بين أفراده ، كذلك لزيادة إتصال و تواصل الأقارب بشكل خاص نتيجة الإحتكاك اليومي ، بالإضافة إلى كون الدار مجال خصب لرصد مجموعة من التحولات التي لحقت أسلوب العيش و أنماط السلوك حيث أن تغيير البيت صاحبه تحول في بناء الروابط القرابية مما أدى إلى تفككك بنية العائلة الممتدة وتزايد إنتشار و أهمية الأسرة النووية .
لقد كان المسكن في المجتمعات التقليدية يعبر عن إنعكاس الظروف الإقتصادية و الثقافية التي كانت سائدة في المجتمع الجزائري أنذاك ، و كان يلعب دورا هاما في وحدة و تماسك العائلة الممتدة من خلال تحقيقه لأغراض ووظائف أساسبة .
و لقد كان لنمودج المسكن التقليدي دور ثقافي في توزيع المجالات الداخلية ، فنلاحظ وجود الصحن أو وسط الدار في المساكن التقليدية التي تخضع لحوض البحر الأبيض المتوسط حيث يساعدها على أداء بعض الطقوس الثقافية التي تعب دورا بارزا في تقوية الروابط العائلية , إذ يحدث فيه جملة من الإتصالات و التفاعلات اليومية بين أفراد العائلة الممتدة ولا سيما النساء منها .
و بعبارة أخرى يعد المسكن في المجتمعات التقليدية تعبير صادق و مباشر لثقافة الأفراد و دراسته تقود إلى طرح العلاقة بين المجتمع و المجال بحيث يخضع هذا الأخير للثقافة المرجعية لذلك المجتمع .
4- أهمية النظام القرابي
و لتبيان أهمية نظام القرابة في هذه المجتمعات العربية التقليدية لا بأس أن نورد بعض الأمثلة التي تعبر بصدق عن هذه الأهمية في بعض المجتمعات :
يقول العلامة إفانز بريشارد في وصف قبيلة ' النوير باالسودان : " إذا أردت أن تعيش بين أعضاء المجتمع النويري فعليك أن تلتزم بالنظم التي تسمح لك بذلك ، و تتضمن تلك الأخيرة على معاملتك لهم كأقارب و هم يعاملونك كما لو كنت أحد اقاربهم وتترتب عن تلك العلاقة القرابية حقوق وواجبات ، و في ذلك المجتمع يكون الفرد إما قريبا لجميع أفراده ، و إما غريب يعامل معاملة الأعداء " .
نتبين من خلال هذه الفقرة الأهمية الكبرى لنظام القرابة في تلك المجتمعات الشبه بدائية فأي فرد باالنسبة لهم إما أن يكون عدوا أو قريب ولا يمكن أن يبقى أحد في مجتمعهم إلا إذا كان قريبا لهم ، وطبعا ليس من الضروري أن تكون قرابة بيولوجية بل قرابة إجتماعية وعن طريق هذه الأخيرة يصبح الفرد قريبا لأفراد المجتمع بعد أدائه لطقوس معينة .
و كمثال آخر عن أهمية النظام القرابي باالنسبة للأفراد ما جاء على لسان أحد الهنود الحمر بقبيلة بومو في كاليفورنيا ، و هو رجل عجوز أخد يناجي نفسه، وقد تعرض لهذا الموضوع بأسلوب بسيط يتفق مع مجتمعه : " الرجل ؟ ما الرجل ؟ الرجل لا شيئ ، فهو بدون أسرته يصبح أقل أهمية من بقة تافهة " .
إذن فالهندي العجوز يشبه الفرد بلا أقارب ب الحشرة الحقيرة التي لا أهمية لها و أي تعبير أصدق من هذا الذي جاء ليصف أهمية القرابة في تعزيز مكانة الفرد الإجتماعية؟ . وبعد هذا التقديم الأنثروبولوجي ، الذي أردنا من خلاله تبيان أهمية الأقارب باالنسبة للأفراد في أي مجتمع كان ، و خاصة المجتمع العربي التقليدي حيث كانت الروابط القرابية السائدة في تلك المجتمعات هدفا و ليست وسيلة ، أي أن النظرة إلى الأقارب كانت تمثل في أنها ثروة تعلو على جميع الثروات و أنهم ملزمون تجاههم قبل إلتزامهم بباقي الواجبات ، و هذه الحقيقة تبرز بوضوح في هذه المجتمعات القبلية التي تجسد النمودج الأمثل لقوة القرابة .
و الواقع ، أن الفرد في هذه المجتمعات التقليدية و العربية لم يكن بوسعه الإستغناء عن أقاربه حيث أنهم مصدر النفود و السلطة الإجتماعية فتتعزز مكانته بقدر مكانته في جماعته القرابية . و من ميزة هذه المجتمعات ، عدم وجدد جماعات و تنظيمات رسمية ينتمي إليها الفرد وباالتالي فإن نظم الجماعة القرابية هي التي يرتبط بها هذا الأخير إذا توفر له الشعور باالأطمئنان النفسي والتكافل الإجتماعي والضمان الإقتصادي والتعاون مع أفراد جماعتة القرابية.
فادية عمر الجولانى : التغير الإجتماعي ، مؤسسة شباب الجامعة ـ الإسكندرية ، 1993 ، ص 44. 2- ADDI LAHOUARI : LES MUTATION DE LA SOCIETE ALGERIENNE , ed LA DECOUVERTE , PARIS , 1994,.P 191
SID BOUBKEUR : L’ HABITAT EN ALGERIE, PUF , LYON , FRANCE , 1986 , P32 PIERRE BOURDIEU : SOCIOLOGIE DE L’ ALGERIE, PUF , PARIS , 3 ed , 1970, P 111- فرانسيس فوكوياما : حساب العالم المتقدم و قراءة المستقبل ، تر توماس إدوارد العرب ، مجلة الراية ، الملف 49 ، العدد 1447 ،يناير 2000 ، ص 06. | |
|
AsiArtiste مشرفة عامة
عدد المشاركات : 509 أنــــــــــــا جنسي هو : أنا جنسيتي هي : احترام القوانين : الوسام الممنوح للعضو : : 51372143 5103
| |
hamza hajjar عضو مميز
عدد المشاركات : 579 أنــــــــــــا جنسي هو : أنا جنسيتي هي : احترام القوانين : الوسام الممنوح للعضو : : 51532039 550
| |
admin
Time Online : 1d 14h 59m 25s عدد المشاركات : 94883 أنــــــــــــا جنسي هو : أنا جنسيتي هي : احترام القوانين : الوسام الممنوح للعضو : : 138779809 29015
| موضوع: رد: المجتمع التقليدي و النظام القرابي 06.12.10 11:20 | |
| | |
|