نعم استراحْ
من هذه الدنيا وراحْ
ما عاشَ مثلي في الحياة سنينه
بل جاء للدنيا كطيفٍ عابرٍ
حينا َ.. وراحْ
…
نعم استراح
ومضى ولم يلقَ الجراحَ النازفاتِ على الجراح
ولّى وآمنَ أنّ أنساً في الحياةِ خديعةٌ
كبرى بطولتها سجاحْ
…
نعم استراحْ
وبقيتُ في عرضِ الحياةِ كزورقٍ
صارت تقلبه الرياحْ
وترنّ في أُذني مقالة قائلٍ :
" تأبى الرماح إذا اجتمعنَ تكسراً "
أين الرماحْ ؟
أين العوالي النازلاتُ قواتلاً ؟
أين الأللمستوى والصفاح ؟
وحدي أنا
وتمر من حولي مراكبُ جمةٌ
وأنا بزورقي الصغير أصارع الدنيا
فتثخنني الجراح
ما حيلة القلب الشجاع إذا الوغى
دارت عليه بلا سلاحْ !!
…
نعم استراحْ
ورواية الدنيا تظلّ طويلة
تحكي حياة البائسين
المتعبين بلا صياحْ
وإذا أنا
وحدي غدوتُ مجلداً
قلّبت فيه لكي أرى
فرحا قديما شافعا
أو ربما
ألقى لياليّ الملاحْ
قلّبتُ فيه فلم أرَ
غير الشقاءِ
وغير أحلامي الفساحْ
…
ما حيلتي
والقلب من فيض الهمومِ
فداكِ روحي مستباحْ
تأتيه بالوخزات دوماً
في الغدوّ وفي الرواحْ
قالت : تبسم
فالحياة جميلةٌ
وأرى ابتسامتكَ الرقيقةَ من مزاياك الملاحْ
رغم الذي تلقاه في الدنيا ابتسمْ
فالضيقُ يتبعه انشراحْ
والليلُ يعقبه الصباحْ
فأجبتها:
إن ابتسامتيَ التي أبصرتِها
زيفٌ مباحْ
لكنني
سأظل مبتسماً إلى
أنْ أبصرَ الدنيا كما أرجو
ويغمرني ارتياحْ
أو أنني
أغدو إلى حيث استراح