بسم الله الرحمن الرحيم
"من خرج من داره قل مقداره".....
نعم
، ينطبق هذا المثل على مشجع الدوري الاسباني – وأنا منهم - ، فعاشق
البارسا ، ومحب الريال ، ومجنون فالنسيا ، ومهووس اشبيلية وغيرهم الكثيرون
، عندما فكر.. ثم قرر .. ثم بادر
بالخروج من منتدى كوورة اسبانية
بحثا عن المزيد.... لعله يجد الجديد ، من اسم ممنوع الجوار لمنتدانا العزيز
فإنه ... وبلا شك .... وبكل يقين .... قد وجد هجوما غير مبرر على فريقه المفضل لمجرد أنه ينتمي "على قولتهم" لدوري ضعيف...
نعم ، فقد قالوا عنه : "دوري فريقين" ، ثم وصفوه فقالوا : "دوري اثنين والباقي كومبارس" ، وأخيرا تهجموا فقالوا "دوري توم وجيري".
مهلا أيها المنتقد ، توقف أيها الحاقد ، لا تتسرع أيها "المقهور" ، إن كنت تقصد الليغا في آخر موسمين ، فأنت محق...
ولكن.... منذ متى ونحن نحكم على نجاح أو فشل دوري من خلال أخذ عينة قصيرة من الزمن ، فالليغا عمرها تجاوز ثمانين عاما ، وهي كأي بطولة للدوري يلعب فيها الجلد المدور على وجه
البسيطة
تمر بمراحل ، تراجع... ثم تقدم... فتقهقر ثم ازدهار... وهكذا، وبالتالي
فإنه من غير المنطقي أن تقف لهذا الدوري على هفوة ، وتتصدر له كل غلطة ،
كما أنه من غير المعقول أت تختزل مسيرة بطولة في تراجع عامين من الزمن!
هذا
الدوري وبشهادة الخبراء والمتتبعين قد أفرز سيد أوروبا الأول عبر التاريخ
اسمه ريال مدريد ، وأخرج فريقا لعب كرة قدم لم تلعب قبل الآن ولن تلعب بعد
الآن على الأقل في المستقبل
القريب ...... وهو برشلونة.
أعلم أنه سيأتي أحدهم ويقول : ما الفائدة ، عدنا لنفس الموال ، فريقان يصنعان تاريخ دوري ، ويخلدان مجد بطولة....
لا يا عزيزي ، إن لم تكن متابعا جيدا لليغا فهذا ذنبك...!
حجتهم غياب المنافسة ، ولكن موسم 2006-2007 عنهم ليس ببعيد ، حسم فيه اللقب بالدقيقة 69 في وجود طرف ثالث اسمه اشبيلية الذي يقبع حاليا في المركزالثامن!
ودليلهم ضعف المنافسين
، ولكنهم نسوا أن هناك بطولة أوروبية تقيس مستوى فرق الصف الثاني في
الدوريات الكبرى ، وهي بطولة الدوري الأوروبي (كأس الاتحاد الأوروبي
سابقا) ، والتي
تتصدر
فيها فرق اسبانيا الثانوية "على قولتهم" رصيد الألقاب بأربعة ألقاب متفوقة
على أندية الصف الثاني في الدوريات الكبرى الأخرى وبعض أندية الصف الأول
في بعض الدول الأخرى....!
عموما أيها المنتقد ... إليك بعض الحقائق عن فرق الليغا "الضعيفة" حسب رأيك :
- فريق فياريال الذي وصل إلى نصف نهائي دوري الأبطال عام 2006 صعد للمرة الأولى إلى الدرجة الأولى في اسبانيا عام 1998....!
- هناك
نادي اسمه "ديبورتيفو ألافيس" وصل إلى نهائي كأس الاتحاد الأوروي عام 1999
وخسره أمام ليفربول ، هذا النادي يقبع الآن في الدرجة الثالثة في
اسبانيا..!
- نادي
ديبورتيفو لاكورونيا الذي أحرز لقب الدوري الاسباني عام 2000 ووصل إلى نصف
نهائي دوري الأبطال عام 2004 يقبع الآن في المركز الرابع عشر على بعد ثلاث
نقاط فقط من
الهبوط....!
- نادي أتلتيكو مدريد ، حامل لقب الدوروي الأوروبي في العام الماضي وبطل السوبر الأوروبي ،
أين يقع الآن؟؟ في المركز الحادي عشر....
بعد كل هذا ، من المسؤول ؟؟ من المتسبب ؟؟
اجابتي حسب رأيي وبكل اختصار ... نحن المسؤولون.. نعم نحن عشاق الليغا !
ولكن كيف ؟؟
نحن الذين حصرنا الليغا في فريقين ، وأبعدنا الفرق الأخرى بأيدينا....
فمشجع برشلونة لا يغمض له جفن قبل أن ينزل موضوعا ينتقد فيه مورينيو مثلا...
وعاشق الريال لا يهدأ له بال قبل أن يضع ردا يهزأ بميسي مثلا من خلاله...
والأدهى من ذلك أن مشجعي الفرق الأخرى يتفرجون ...!
فهم بالتالي يثبتون هذه النظرية التي ليس لها برهان من الأساس!!
على
كل حال ، كلامي عن الليغا ودفاعي عنها لا ينتقص من حق أي بطولة أخرى ، فكل
بطولة لها مشجعها ومحبها وله الحق في ذلك ، ولكن حقه هذا يتوقف عند
الاقتراب من حقوق الآخرين ،
فالليغا برأيي هي الأفضل .. هي الأمتع .. هي الأجمل.