{فاعتبروا يا أولي الأبصَار }
من تدبر أحوال العالم وجد كل صلاح في الأرض فسببه توحيد الله وعبادته وطاعة رسوله،وكل شر في العالم وفتنة وبلاء وقحط وتسليط عدو وغير ذلك فسببه مخالف يغلق و ينقل لسلة المهملات و المحذوفات و يهمل ة رسوله والدعوة إلى غير الله ورسوله.
فالله عز و جل جعل لكل شيء سببًا يجلبه ،وآفة تذهبه ،فطاعة الله تعإلى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم سبب لجلب النعم المفقودة ،وحفظ النعم الموجودة ،أما المعاصي فهي سبب لذهاب النعم ،وحلول النقم،إذ هي تزيل النعم الحاصلة ،وتقطع النعم الواصلة.
إن المعاصي والذنوب هي أصل كل بلاء ،ومصدر كل شقاء،ومنبع كل غضب وانتقام،فما نفرت النعم،ولا حلت النقم،ولا هجمت المصائب والنكبات إلا بشؤم الرذائل والمنكرات.
فلابد من أن نحذر المعاصي والذنوب،ونتقي خطرها على الأبدان والقلوب ،و ننظر ونتفكر في ظهور أثرها على الأوطان والشعوب .
فما ظهرت المعاصي في ديار إلا أهلكتها ،ولا تمكنت من قلوب إلا أعمتها ،ولا فشت في أمة إلا أذلتها .
قال تعإلى :{ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرنِ مكنّاهم في الأرض ما لم نمكّن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم}[الأنعام:6].
إن المصائب سببها ما تكسبه أيدي الناس من الذنوب ،قال تعإلى :{وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}[الشورى:30].
وقال سبحانه:{و ضرب الله مثلًا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدًا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون }[النحل:112]،وقال تعإلى :{ظهر الفسادُ في البرِّ والبحر بما كسبت أيدي النّاس ليذيقهم بعض الّذي عملوا لعلهم يرجعون}[الروم:41].
فالمصائب والأحداث ما هي إلا نذر للمسلمين لعلهم يعتبرون، أو يذّكرون ،أو يرجعون إلى تصحيح أعمالهم وتطهير قلوبهم.
فإلى متى الغفلة عن سنن الله ؟!
نعوذ بالله من الأمن من مكر الله،ومن شر المنقلب.
منقول