يا حروفي اِشهدي
بِجَمَالِ عَيْنَيْكِ الفُؤَادُ قَدِ ابْتُلِي
فِي بَحْرِهَا أَلُفَى حُقُولاً لِلْحُلِي
حَوْرَاءُ فَاقَ بَرِيقُهَا نُجُمَ السَّمَا
فَغَدَتْ كَمِصْبَاحٍ بِهَا مُتَعَطَّلِ
قَدْ كُنْتُ فِيمَا قَدْ مَضَى بِمَتَاهَةٍ
فَوَجَدتُ لِي فِيهَا - عيونك - مَنْزِلِي
يَا مَنْ فُؤَادِيَ غَارِقٌ فِي حُبِّهَا
هَلْ لِي بِقَلْبِكِ مَوْضِعٌ يَكُ سَاحِلِي ؟
هَلْ فِي مَدَارِكِ كَوْكَبٌ يُدْعَى أَنَا
فِيهِ الحَيَاةُ بِدوُنِ حُبِّكِ تَنْجَلِي ؟
كُلُّ النُّجُومِ تَتُوهُ عَنْ فَلَكَاتِهَا
وَلَهاً بِسِحْرِكِ تَنْتَفِي، فَتَمَهَّلِي
مِنْكِ اسْتَقَى بَحْرُ الكَمَالِ كَمَالَهُ
فَالنَّقْصُ عَنْكِ بِمُنْتَئٍ وَ بِمَعْزَلِ
وَ الزَّهْرُ مِنْ أَنْفَاسِ فِيكِ أَرِيجَهُ
وَ رَحِيقَهُ مِنْ شَهْدِهِ المُسْتَرْسَلِ
أَهْوَاكِ آنِسَتِي وَ لَسْتُ مُبَالِغاً
إِنْ قُلْتُ يَوْماً أَنَّ بُعْدَكِ قَاتِلِي
يَا بَسْمَةً تَعْلُو وُجُوهاً ، اِرْحَلِي!
هَذِي ابْتِسَامِي، فَا السَّمَا هِيَتَعْتَلِي
هَذِي القُلُوبُ تَسَابَقَتْ لِتَنَالَهَا،
فِي حُبِّهَا سَقَطَتْ كَغَيْثٍ مُنْزَلِ
إِنِّي أُحِبُّ فَيَا حُرُوفِيَ اِشْهَدِي،
فِي عِشْقِهَا أَحْلَى القَصَائِد رَتِّلِي