يظن الآخرون أن في داخلك مساحة كبيرة من الفرح ، تنظر إلى أعينهم ، وتمسح دمعة لا ترى !..
وتمضي مع السائرين في دروب الحياة ، تبتسم هنا ، وتبتسم هناك ، وترجي كل
أحزانك إلى وسادتك الوحيدة التي تحتضنك وتنتظرك خلف غروب الشمس ..
وحين يسألك الآخرون عن حياتك أو صحتك ، ترسم أحرفك كذباً ليقولوا لك "
الحمد لله .. اللهم أدمها من نعمة " وفي داخلك ألف احتجاج واحتجاج من
دعوتهم تلك ..
لا أحد يرغب بك حين يكون حديثك حزينًا ، لا أحد يرغب بك حين تشتكي ، لا
أحد يرغب بك أن مددت يدك ومسحت دمعة أشرقت في عينك وخفت عليها من جفاف
الظهور ، الكل يبحث عن الحديث البسيط ، يبحث فيك عن نسيان ما بهم ، لا
يريدون الباكي الشاكي ، لتغادرهم وتفجر داخلك في غرفتك وحيداً ، وحين
تقابلهم مرة أخرى يجدون ابتسامتك أمامهم ..
كنت أظن أن الحياة التي أعيشها ليست لي ..
كنت أظن أن لي مكاناً آخر بعيداً عن هنا ..
كنت أظن .. وأظن .. وأظن .. ولكن بفضل من الله ثم ابتسامتي قد كان لي أصدقاء ، ولي أحزان أدسها خفية فوق رفوف قلبي ..
لن أكون حكاية في ألسن تجيد الاستهزاء والكلام ..
لن أصنع ابتسامة الآخرين من حزني ..
ولن أجعل نظرات الآخرين تصيبني في مقتل ..
كثيرون هم من يقولون إنهم أصدقائي ، وكثيراً ما أشتكيت أن لا صديق لي ..
فالصديق الذي لا يبحث عن حزنك لن يفرح بفرحك كما تأمل ..
ولكني لست وحيداً في عالم يعج بالنبض .. فلا بد أن أكون معهم ، فكنت معهم فقط بفرحي الذي لم أستطعم ابتسامته ..
هنا أكون حيث يكون الآخرون ، أكون بينهم بجسدي ، أبحث عن صديق بين أصدقائي ...