يشرق دمعي من خلف صمودي ودعائي لك.. أجبرني أن أحرره كان لابد من خروجه.. وإلا لما كنت بشرا.. أشعر وأحزن كما يحزن البشر .. ما كانت جبال عزتك يوما إلا رمزا للفخر ولا زالت كذلك.. ولكن دمعي غلبني هذه المرة.. أرى أشلائي تسود كل مكان..وتناثرت قطرات دمي لتجبل مع كل ذرة تراب.. غزيرة تأبى التوقف ، ورغم كل ذلك كنت أرى نفسي مطمئنة إذا كنت كذلك، لم أكن أنظر لنفسي يوما بل كنت أنظرك هادئا فأكون كما أنت .. كيف لا وقلبي يحيى بقلبك..
لطالما كان البكاء سبيل الخلاص من الهم ولكني كنت أدفعه.. ليعود من حيث أتى.. أخفيه عن عيونك لكي لا تحزن، وأداري قلبي لتستر بغطاء الفرح رغم معاناته..
اعذرني حبيبي فما عدت أقوى الجلوس بعد الآن..
اعذرني فما دمعي وإشراقته الحزينة إلا وشاحا شفافا بدأ يظهر ..
لم يعد الصمت سبيلا للخلاص والسلام سبيلا لهدوء والعيش بأمان..
منذ سنين وأنا قابعة على تربتك الطاهرة وذكرك الباقي بمحياي ومماتي .. أسكن قلبي المغفرة عمن ظلم والصفح عمن أساء .. ولكن قد سكنت قلوبهم القسوة .. فجلست مثلهم على الصخور وحكمتها لأبرهن أن قوتي فاقت كل حدود..
اعذرني حبيبي فما عاد الباب يفتح بالمفتاح ..
اعذرني فأنا الآن أنتظر.. أترقبهم من بعيد لأريهم أن المعركة بدأت وأنا الأقوى.. لأبرهن أن النصر حليفي..
لا مجال لاختزال الطاقات بعد الآن..
ولا مجال للسلام .. . ، النوم الهادئ والصمت كلمتان لا جود لهما بعد الآن .. عادتا غائبتين عن ذهني كما القدم ..
اعذرني فالله مولانا ولا مولى لهم .. والله ناصرنا ولا ناصر لهم ..
ما عاد لاختزال الكلمات والآهات مجرى بعد اليوم..
وما عاد الدم يروي العروق المتعطشة للثأر من جديد على من ضيعنا وشردنا منذ سنين..
يا مة محمد..
القدس أمانة في أعناقنا..
فمتى تعود ..؟!؟