هذا الموضوع كتبته كرد على أحد الأسئلة التي وجهتها إلي إحدى صديقاتي، و كان السؤال كالأتي: ماذا تفعل البنت إدا كانت تحب شخصاً ما؟؟؟ و حينما كتبت لها هذا الرد، اقترح علي أحد أصدقائي أن أنشره بالمنتدى، لذا ألبي طلب صديقي وأتمنى أن أكون قد وُفقت، خصوصاً أنها أول مشاركة.
------------------الموضوع--------------------
سأحاول أن أجيب عن بريدك الأخير و خصوصا آخر فقرة، المتعلقة برد فعل الفتاة اتجاه الفتى الذي تحب، خصوصا إذا كان هذا الحب من جهة واحدة،
قبل ذلك أستأذنك أن أعلق عن الموضوع: إن من بين أسمى العلاقات التي قامت بين أفراد البشرية "علاقة الحب"، إنه إحساس نبيل يربط بين شخصين على أسس متينة من أجل الاستمرار معا في درب الحياة، إنه العلاقة التي بموجبها يستطيع الإنسان أن يتمرد على كل القوانين و الأعراف ويلغي كل التقاليد، فقط.... لأنه يحب.
الحب نعمة، لكن حينما يكون من جهة واحدة يتحول إلى نقمة، إلى عذاب و معانات.
هاته الفتاة التي لا ذنب لها، سوى أنها أحبت، إنسانا لا يبادلها نفس المشاعر لا ذنب عليها، و أتمنى أن تتوفق في علاقتها و أن تجد آذانا صاغية لها. وقلبا يلين لحبها.
الآن، سأتحدث لك عن الحب من جهة واحدة وما يمكن للمرء القيام به في مثل هذه الحالات؟؟؟؟؟ و هذا طبعا رأيي المتواضع و ليس برأي خبير قلوب. أحب أن أبدأ بالولد الذي هو من جنسي.
إذا أحب الولد بنتا و تــتـــيم بها، وسهر الليالي يعد النجوم لأجلها في الليلة الظلماء، وقضى الليالي المقمرة يرسم وجهها على صفحة القمر، حتما سيأتي يوم سيجد نفسه واقفا بين يديها، وقد تصبب جبينه عرقا، وارتجفت أعضاء جسده، وعجزت أقدامه عن حمله، وغابت الكلمات عن لسانه؛ الكلمات التي سيعبر بها لمحبوبته عن إعجابه بها، ثم سيعرض عليها حبه؛ إذا كان محظوظا سيتلقى ردا إيجابيا، وستستمر الحياة الوردية، والحب السرمدي.
لكن ما الذي سيحدث إذا كان المُحب بنتا، إذا كانت ترى كل الرجال في محبوبها، أو إذا كانت ترى فيه كل صفات الكمال، و ترى فيه أجمل الأخلاق و أحسنها، و كانت المسكينة مستعدة لتحدي أهلها وأفراد مجتمعها من أجل حبها. تُرى ما أللذي سيحدث إذا كانت تراه صباح مساء؟؟ و هو غير عابئ بها. أكيد أنها ستتحول إلى بركان يمكنها أن تنفجر في أي لحظة، يمكن أن يتحول هذا الإحساس إلى كراهية، إلى حقد، إلى عداوة إلى أي شيء سيئ. ما اللذي يمكن أن تفعله هذه المسكينة حتى تتجنب هذا الانفجار؟؟؟؟
الحل الجاهز اللذي يمكن أن يقدمه الجميع، ما دامت هذه الفتاة تحب الفتى و متيمة به، الأمر سهل جدا؛ "المواجهة"؛ كيف؟؟؟ ستصارحه بحبها وتضع نهاية لهذه المعانات.
سأحاول أن أقدم تحليلا لردود الأفعال المتوقعة من طرف الحبيب.:
1) سيكون الفارس مسرورا و فرحا بشكل لا يصور. وسيعانق محبوبته ويخبرها أنه يبادلها نفس الشعور، لكنه لم يستطع أن يخبرها بالأمر خوفا من صده ...... إلى غير ذلك من العبارات التي تُــثــلج الصدر و تُدخل الفرح على القلوب.
2)ستجد الفتى مرتبط وله علاقة مع إنسانة أخرى ولا يستطيع التخلي عنها مهما حدت، ولا يمكنه التفكير في غيرها؛ ماذا سيحدث الآن: "الصدمة اللاوقائية"
3)سيقول لها الفارس: أنت فتاة جميلة و مُخلقة وووو ........إلى غير ذلك من عبارات المدح، لكنه الآن غير مرتبط ولا يفكر في الارتباط نظرا لمجموعة من الأسباب الشخصية: -صدمة من نوع آخر مع وجود بصيص أمل-
4)سيقول صديقنا: لم أفكر يوما في أمر كهذا ولا يمكنني أن أفكر فيه لأنه لطالما اعتبرتك كأخت لي، و لم أنظر و لن أنظر إليك يوما كحبيبة لي. (لا أمل)
5) سيصفها بعديمة الأخلاق و بأنها فتاة ساقطة تافهة تريد أن تقدم له لحمها بدون مقابل.......
6) قد يُنافقها ويعبر لها عن حب مزيف إرضاءً لها ثم يستغل هذا الضعف والحب لينال منها ما شاء، ويقضي بها مآربه، ثم يرمي بها لسلة المهملات........
مهما كان الرد؛ سواء بالإيجاب أو بالرفض، و مهما كانت قسوته أو ليونته بحسب أخلاق و ظروف المحبوب. أريد أن أطرح سوألا واحدا: "أين كبرياء المرأة من كل هذا". لأنه مهما وصلت درجة حبها له لا أنصحها بهذا الحل لأنه في النهاية لن يجر عليها إلا المتاعب، وفي أي لحظة يمكنه أن يقول لها لا حاجة لي بك الآن، أنت من عرضت نفسك عليّا و سعيت ورائي.-انظروا إلى قسوة هذا الجواب و ما يمكن أن يترتب عليه من آلام أبدية، هذا حسب رأيي المتواضع، وربما يمكنها أن تقوم بتصرف آخر.
لا يمكنني أن أطرح حلا لأن ذلك يرتبط بنوع العلاقة القائمة حاليا بينهما. لأن الأمر يختلف من ابن الجيران لصديق المدرسة إلى صديق العمل، أو ابن العائلة.
سأفترض أنه صديق المدرسة: الآن لدينا ثلاثة احتمالات: يدرسان في نفس القسم، في قسمين مختلفين أو في مستويين مختلفين (مؤسستين مختلفتين).
الحل هنا "إثارة الانتباه ثم سرقة القلب"
إذا كانا في نفس الفصل فالأمر سهل للغاية، يمكنها أن تطلب منه في البداية يد المساعدة في حل بعض التمارين أو شرح بعض الفقرات المستعصية (ليس بالضروري أن تكون محتاجة للشرح أو للمساعدة، لكن هذه واحدة من بين الطرق التي يمكن بواسطتها إقامة قنوات حوار مباشرة)، و بعد ذلك تأتي في اليوم الموالي و تشكره على العمل الجيد الذي قام به، والذي بسببه استطاعت أن تصل إلى مستوى جيد جداً، و لا بأس أن تقوم بالكرة عدة مرات حتى تتوطد العلاقة . حينها ستنشأ صداقة فيما بينهما، وخلال هذه المرحلة سيتعرفان على بعضهما أكثر، وستتطور قنوات الحوار بينهما، ليتم استثمارها بشكل جيد، و تكون كذلك مناسبة للفتاة كي تتعرف أكثر عن طباع هذا الصديق (المحبوب) و مدى التوافق بينهما. يجب أن تكون صديقتنا حريصة على عدم إظهار حبها له و أن لا تُظهر الاهتمام المطلق به خلال هذه الفترة، يمكن لصديقتنا أن تناقش معه خلال هذه الفترة مجموعة مواضيع مختلفة غير الدروس حتى لا يقعا في فخ الروتين، و يكونا مجبرين على تغيير الأجواء. بعد ذلك إذا اقتنع بها (إذا استطاعت أن تُــقنعه بنفسها بطريقة غير مباشرة)، و رأى فيها ما لم يره في بنات جنسها سيكون أول من يعرض حبه عليها (هذا إذا لم يكونا قد وقعا فيه سلفا). احذري أن تطير من شدة الفرحة أمامه حينما يُفاتحها بالأمر، بل يجب عليها أن تصمد و تطلب منه إعطاءها مهلة أطول لأن الأمر فاجأها، ويمكنها أن تتهرب بأي مبرر، وتُؤجل الفرح إلى البيت حينما تدخل غرفتها يمكنها أن تغلق عليها كل الأبواب تفرح و ترقص و تغني و ترمي دفاترها في السماء (ليس من النافذة لأنها ستحتاجها فيما بعد)؛ بعد ذلك يمكنها أن تتحدث معه بجدية و بطريقة غير مباشرة.(كأن تفصح له أن حياتها تغيرت عندما تعرفت عليه،وأنه أثر فيها بشكل كبير و غيّر عدة أشياء و عادات في حياتها، إلى غير ذلك من المواضيع التي يمكنها أن تلمح لصديقنا أنها توافقه على الحب وأنها تُبادله نفس المشاعر.
الاحتمال الثاني أن يكون من نفس المستوى ، لكن في فصل غير فصلها؛ هنا الأمر يحتاج إلى بعض الحيل و الدهاء. لابد أن يكون لها بعض الصديقات في نفس فصل الهدف، قد تتخذ ذلك سببا لأجل التقرب منه و لفت انتباهه إليها، كأن تسأله مرة عن إحدى صديقاتها هل هي في الفصل أم لا لأنها لم تراها هذا الصباح، أو تسأله أن يطلبها لها من داخل الفصل لأنها محتاجة إليها، أو تتعمد ترك خبر ما لديه ليوصله إلى صديقتها كأن يخبرها أنها ستنتظرها في مكان معين عندما تنتهي الحصة، أو أن تتعمد طلب أحد دفاتر صديقتها و تعيده عن طريق صاحبنا دون أن تخبر صديقتها بالأمر،(مع مراعاة عدم إخبار الصديقة التي يلعب الهدف دور الوسيط بينهما) بهذا الشكل ستنشأ قنوات حوار فيما بينهما و ذلك حسب دهائها. إذا نشأت هذه القناة سنعود إلى خطة الحالة الأولى.
الحلة الثالتة : إذا كان من مستوىً غير مستواها (مؤسسة غير مؤسستها)، فغالبا ما سيكون من مستوى أكبر لأن الفتاة دائما ( غالباً) تقع في حب شخص أكبر منها سناً؛ هنا، سنلجأ لخطة الحالة الثانية، ثمّ الأولى.
والله ولي التوفيق.
الأشياء التي يجب احترامها في هذا الموضوع:
--أن يكون الحب نقيا، طاهراً، صادقاً......
--أن لا يكون الهدف من ورائه نزوة عابرة.
--أن لا تصارحه بالحب مهما حدت.
--أن لا تطلب من إحدى صديقاتها أو أصدقائه التدخل في الموضوع.
--أن تُبقي الأمر سراً ولا تبوح به لأي كان، و إن كانت أعز صديقاتها لأن السر إذا تجاوز صاحبه شاع.
أتمنى أن أكون قد وُفقت في تقديم هذا الموضوع على أحسن وجه،
منقوووووووووووووووووووووووووووووووووول