««« معرة النعمان عبر التاريخ »»»---------------------------[size=18][color=Sienna][b] قدمها ونشأتها:
من المدن السورية المغرقة بالقدم, شهدت حروب دامية من
غزاة الفراعنة والآشوريين واليونانيين والبيزنطيين والفرس والرومان,
ويذكر المؤرخ ابن الشحنة في كتابه (الدر المنتخب في تاريخ مملكة حلب) أن
عدة أعمدة قديمة قد تم اكتشافها فيها, ومن المحتمل أن تكون المعرة قد قامت في موقع
( عرّا ) القديمة الواقعة على طريق كالسيس (قنسرين)(– حماة ؛ وذلك لتكون محطة للقوافل العابرة
من حماة إلى حلب ومن منطقة الغاب والبحر إلى بادية الشام وبالعكس 0
تسمية معرة النعمان :
كانت تسمية مدينة المعرة مثاراً للجدل واختلف الباحثون
في اصل لفظة المعرة فلفظة المعرة لغة (تعني الإثم والدية والجناية
والمصيبة والشدة ) والمعرة كوكب في السماء دون المجرة والمعرة قتال الجيش
دون إذن الأمير ......... وهناك فريق من المؤرخين يؤكد بأن المعرة لفظة سريانية أي (مغرتا) وتعني المغارة لمكثرة المغاور فيها .
وسميت في العهد الرماني (أرّا) أي عرة القديمة وفي العهد البيزنطي
سميت (مارّ) ودعيت في العصر العباسي (العواصم) حيث ذكرها أبو العلاء في شعره بقوله :
متى سآلت بغداد عني وأهلها ................... فإني عن أهل العواصم سآل
وسميت معرة حمص لتابعيتها مركز الجند هناك، أما نسبة النعمان
فهناك أكثر من رواية لعل من أرجحها هو نسبة إلى النعمان بن بشير الأنصاري
الصحابي الجليل وكان والياً على حمص حين توفي ولده عندما كان يعبر مدينة المعرة فأقام حزناً عليه لعدة أيام فنسبت له .
المعرة عبر التاريخ
تعتبرالمعرة كجارتها من المدن السورية التي عرفت العهود
القديمة ومع تعاقب الأزمنة توسعت وامتدت وأضحت من أبرز محطات
القوافل العابرة من جنوب الشام الى شماليها ومن بحرها الى باديتها وأن الأثار التي تتوزع
حناياها خير شاهد على قدمها وشأنها وخطرها فقد شهدت عهود الفراعنة والآشورين
واليونانين والفرس والرومان والبيزنطيين ولكن المصادر التاريخية العربية والغربية لاتحفل بالكثير .
صار اليه غيرها من البلدان والمدن من الخراب والانحطاط وتفشي الجهالة وندرة النابهين من العلماء والنابغين من الشعراء .
وفي عام ( 1248 هـ- 1832 م ) استولى عليها ابراهيم باشا المصري ابن محمد علي
وأمر بتجنيد الصغار والكبار وتسخير الناس في الأعمال الشاقة ثم ما لبثت أن تعرضت من بعد للإعتداء
والنهب من قبل جنده في عام (1256هـ - 1840م ) إلى أن عادت إلى العثمانيين في هذه السنة نفسها لترزح
تحت نير العذاب والعسف والخسف والخراب 000 حتى عام (1337هـ - 1918م) حيث انضوت تحت لواء الحكومة
العربية ونعمت كشقيقاتها بالحرية ولكن ذلك العهد لم يطل فدخلتها أرتال الجيش الفرنسي في عام (1338هـ- 1920م)
لتقع كغيرها تحت نير الإنتداب الفرنسي وتخضع لنظمه ومظالمه 0ولقد شارك أبناء المعرة في مختلف الإنتفاضات والثورات
ضد المحتل الغاصب وعلى مدى ستة وعشرين عاما"
حتى أطل صباح الجلاء في السابع عشر من نيسان (أبريل) من عام 1946م
واحتفلت مع أخواتها بعيد الجلاء والنصر وسارت معها لتسطير صفحة جديدة ناصعة
من صفحات الاستقلال الوطني والتقدم نحو السيادة والحرية والمجد 0
سورها وأبوابها : ذكرت كتب التاريخ أن للمعرة سورا" ضخما" واسعا" وكبيرا" 00
وقد تهدم على يد عبد الله بن طاهر في سنة (207هـ -821م) وأن صالح بن مرداس حاصر
المعرة ورماها بالمناجيق من فوق السور وخرج أبو العلاء المعري لمقابلته من أحد أبوابه وكذلك
وقف دونه الصليبيون حين مهاجمتها ثم احتالوا وصنعوا برجا" يوازيه ودخلوا المدينة وذكروا أن له
أبوابا" سبعة هي : باب (حلب – حمص – شيس – حناك – نصرة – الجنان – الكبير 00) ولكن الأيام كما يقول
المؤرخ الأديب محمد سليم الجندي لم تدع من هذا السور وأبوابه عينا" ولا أثرا" لنتعرف من ثناياها إلى حاله وسماته