هو عبد القاهر الجرجاني ( ت471هـ - 1078م) وهو
أول مؤلف في معرفة البلاغة في رأي العديد من المختصين ،
وهو صاحب كتابي اسرار البلاغة ودلائل الاعجاز وتعتبر من
أكثر أهمية الكتب التي أُلفت في ذلك الميدان ، وفي ذلك الحين ألفهما لبيان إعجاز
القرآن الكريم وفضله على المقالات الأخرى من شعر ونثر
وأوضح في صدارة كتابه اسرار البلاغة أنه دشن به نُظم ذلك
الفن وذكر براهينه ، وأظهر فوائده ورتب أفانينه ، وفك قيد
الغرائب بالتقييد ، وهد من سور المشاكل بالتسوير المشيد ،
وفتح ازهاره من أكمامها ، وفتق أزراره بعد استغلاقها .
ويرى الجرجاني أن الفصاحة والبلاغة ، هما مصدر الإعجاز
في القرآن ، لا من خلال تخير الألفاظ ولا الموسيقى ولا
الاستعارات وألوان المجاز، وإنما من خلال النظم ، اذ ان
نظم القرآن وتأليفه ، هما مصدر الإعجاز فيه .
للجرجاني زيادة عن خمسين مؤلفاً في معرفة الهيئة والفلك والفلسفة
والفقه ، ولعل أكثر أهمية تلك الكتب: كتاب التعريفات وهو معجم يحتوي
تحديد معاني المصطلحات المستخدمة في الفنون والعلوم حتى عصره ،
وذلك المعجم من أوائل المعاجم الاصطلاحية في التراث العربي .
وله العديد من كتب في النحو منها : (المغني) و(المقتصد) و(التكملة)
و(الجمل) وفي الشعر:(المختار من دواوين المتنبي والبحتري وأبو تمام) ،
ومن مؤلفاته الأخرى : برقية في تقسيم العلوم ، وخطب العلوم ، وتوضيح
كتاب الجغميني في معرفة الهيئة ، وتفسير الخلاصة في الهيئة للجغميني ،
وتوضيح التذكرة النصيرية وهي برقية نصير الدين الطوسي ، وتحقيق الكليات.