أول سورة نزلت بمكة المكرمة اختلفت أقوال العلماء في أول سورة أنزلت على النبي عليه الصلاة والسلام على أربعة أقوال هي:[١] صدر سورة العلق من قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)،[٢] إلى قوله تعالى: (عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)،[٣] ودليله الجديد الذي رواه البخاري وفيه أنّ جبريل أتى إلى النبي عليه الصلاة والسلام في غار حراء فقرأ عليه تلك الآيات، وأتى عن السيدة عائشة قولها: (إن أول ما نزل من القرآن اقرأ بًاسم ربك الذي خلق)،[٤] وذلك القول هو أصح الأقوال. سورة المدثر، ويستدل القائلون بذلك القول بحديث رواه الصحابي جابر بن عبد الله أنه صرح: (سألتُ أبَا سلَمَةَ: أيُّ القرآنِ أُنْزِلَ أوَّلُ؟ فقالَ: يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ، فقلتُ: أنْبِئْتُ أنَّهُ: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)، فقالَ أبو سلمةَ: سألتُ جابرَ بنَ عبدِ اللهِ: أيُّ القرآنِ أنْزِلَ أوَّلُ؟ فقالَ: (يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ)،[٥] فقلتُ: أنْبِئْتُ أنَّهُ: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ)، فقالَ : لا شقيقْبِرُكَ سوى بمَا أفادَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أفادَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: جَاوَرْتُ في حِراءَ، فلمَّا قضَيتُ جِوارِي هَبَطْتُ، فاسْتَبْطَنْتُ الوادِيَ، فَنُودِيتُ، فَنَظَرْتُ أمَامِي وخَلْفِي، وعن يمِينِي وعن شِمَالي ، فإذَا هوَ جالسٌ على عرْشٍ بينَ السماءِ والأرضِ، فَأَتَيْتُ خدِيجَةَ فقلتُ: دَثِّرُونِي وصبُّوا عليَّ ماءً بارِدًا، وأُنْزِلَ عليَّ (يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ*قُمْ فَأَنْذِرْ*وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ)،[٦] ارتفع في قصة فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن في شمال ثم نظرت إلى السماء فإذا هو -يقصد جبريل- ارتفع في قصة جالس على عرش بين السماء والأرض فأخذتني رجفة فأتيت خديجة فأمرتهم فدثروني، فأنزل الله: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ*قُمْ فَأَنْذِر).[٧][٨] سورة الفاتحة، وفي ذلك الحين رأى صاحب الكشاف أنّ ذلك الرأي قد رواه أكثر المفسرين بل العلامة ابن حجر خالفه في هذا موضحاً أنّ ذلك الرأي قد رواه عدد ضئيل عن الضئيل. أول ما نزل من القرآن هو بسم الله الرحمن الرحيم، وأول سورة نزلت هي سورة العلق، وذلك القول عائد لأنّه يستند إلى عصري مرسل، كما أنّ البسملة تأتي في صدر كل سورة ومنها العلق سوى ما استثني. الجمع بين تلك الأقوال يمكن الجمع بين تلك الأقوال والنجاح بينها بالقول إنّ أول آية أنزلت هي صدر سورة العلق، وأن أول ما أنزل بأوامر التبليغ هي المدثر، وأول سورة أنزلت هي الفاتحة، وذهب السيوطي في الإتقان أنّ أول سورة أنزلت كاملة هي سورة المدثر، فقد اجمع أكثر أهل العلم على أنّ سورة العلق لم تنزل كاملة إنّما نزل صدر آياتها، وبذلك يكون الخلاف منحصراً بين سورتي المدثر والعلق، والعلماء على ترجيح نزول سورة المدثر أولاً.[٩] كيفيّة نزول القرآن الكريم نزل القرآن الكريم جملة واحدة إلى منزل العزة في السماء الدنيا، و قد كان هذا في ليلة القدر، ثمّ بعد هذا نزت آيات القرآن الكريم منجمة على قلب النبي عليه الصلاة والسلام على نطاق ثلاث وعشرين سنة.[١٠]