استقلال جمهورية العراق
استطاعت جمهورية العراق الاستحواذ على القبول البريطانيّة على إكمال الانتداب في عام 1929م، وأبلغت دولة العراق أنّ إتمام التفويض سوف يتمّ في عام 1932م، وسيتمّ التفاوض على معاهدة استقلال حديثة، وفي ذلك الحين مقالّت هذه المعاهدة على معيشة اتحاد بين البريطانيين والعراقيين للحفاظ على مصالحهما المشتركة، والدفاع المشترك مقابلّ أيّ غزو أجنبيّ، وعلى أساس هذه المعاهدة منحت القوات الجويّة البريطانيّة نُظم عسكريّة بجوار البصرة وغرب مجرى مائي الفرات، ولكن بشرط ألّا يمثل حضور هذه القوات انتهاكاً لأيّ شكل من أنواع الحقوق السياديّة للدولة، وبالفعل تمّ الشغل بهذه المعاهدة في عام 1932م، وفي نفس هذا العام تمّ ترسيم الحدود العراقية الكويتية بين كلّ من بريطانيا والكويت، ولكن لم يعترف العراقيون بهذه الحدود بحسب القانون الأساسي الحديث، الشأن الذي مهّد للمطالبات العراقيّة بأراضي الكويت في المستقبل.[١]
الحرب العراقية الإيرانيّة
مثّلت الحرب العراقية الإيرانيّة أثناء الفترة ما بين 1980 إلى 1988م إحدى حلقات التشاحن المعقّدة بين الدولتين، وتعود الخلفية التاريخية لقيام هذه الحرب إلى حقبة حكم الشاه محمد رضا بهلوي، وعلى وجه التحديد في عام 1969م، حيث أقدم على إلغاء اتفاقية ترسيم الحدود العراقية الإيرانية، وطالب بأن يكون خط منتصف النهر بشطّ العرب هو خط الحدود بين دولة العراق وإيران، وصاحب هذا مساندةًا إيرانيًا للتحرّكات الكردية المطالبة بالاستقلال شمالي دولة العراق، وظلّت الموضوعات الدبلوماسيّة متوتّرة حتى عام 1975م، حيث وقعت اتفاقية بين البلدين في جمهورية الجزائر اعتُبر فيها أنّ خط المنتصف لشطّ العرب هو خط الحدود بين البلدين، في بمقابل إيقاف العون الإيرانيّ للتحرّكات المسلّحة.[٢]
تأزّمت الموضوعات مرة ثانية بين البلدين بعد قيام الثورة الإسلاميّة في إيران، حيث تمّ تقليل التمثيل الدبلوماسيّ بين البلدين، قبل أن تقوم باتهام دولة العراق إيران بقصف القرى الحدودية بين البلدين واعتبارها بهذا إشعار علنيًا للحرب، الشأن الذي صرف بالعراق إلى إلغاء معاهدة 1975م، واعتبار كل مياه شطّ العرب مياهًا محليّة عراقيّة، قبل البدء في أغار غايات عسكريّة واقتصاديّة في العمق الإيرانيّ بعدها بعدة أيام، واستمرّت الحرب بين البلدين ثمانية سنوات تدخّلت فيها القوى العظمى بمساندة الطرفين تقصيًا لمصالحها، وانتهت بمقتل نحو نصف مليون إنسان من الجانبين، إلى منحى ما يقترب من من 750 ألف جريح.[٢]
حرب الكويت وما بعدها
قرّر القائد العراقيّ السابق صدام حسين الاستيلاء على أراضي جمهورية الكويت في عام 1990م، وفي مستهل عام 1991م قامت القوة العربية المشتركة العالميّ التي قادتها الولايات المتحدة الامريكية بإجلاء القوات العراقيّة عن الكويت في العملية المشهورة التي عُرفت بعاصفة الصحراء، ومنذ هذا الوقت واجه جمهورية العراق الكثير من الجزاءات والأزمات الدبلوماسية، نتيجة لـ مساعي مجلس الأمن العالميّ تصرف عمليات تفتيش على منشأت عراقية بدعوى تحديث أسلحة دمار إجمالي، إلى منحى أبى جمهورية العراق لهذه المساعي، الشأن الذي تطوّر إلى الانتزاع الأمريكي في آذار عام 2003، وإسقاط نسق البعث يقاد من قبل صدام حسين، واحتلال القوات الأمريكية للأراضي العراقية بمباركة مجلس الأمن العالمي حتى عام 2009م، ومن بعدها دامّت قوات أمريكية في جمهورية العراق بحسبًا لاتفاقيات ثنائية مع السلطات العراقية بقصد التمرين والتنسيق الأمنيّ.[٣]