[size=45]المياه على سطح الأرض ما مساحته 71% وقد ساهمت هذه المساحة الضخمة من المياه في تقسيم سطح الأرض جغرافياً إلى مناطق متعددة تبعاً لمجموعة متنوّعة من العوامل الثقافية، والتاريخية، والعلمية، والجغرافية، ويوجد هناك أربعة محيطات معروفة تاريخياً، وهي: المحيط الهادي، والمحيط الأطلسي، والمحيط الهندي، والمحيط المتجمد الشمالي، وقد أقرّت معظم الدول بالمحيط المتجمد الجنوبي باعتباره خامس المحيطات الموجودة في العالم، ويصنّف كلّ من المحيط الهادي، والأطلسي، والهندي من المحيطات الرئيسيّة الثلاثة في العالم.[١] المحيط الهادي يعدّ المحيط الهادي (بالإنجليزية: Pacific Ocean) من أكبر المحيطات في العالم، ويحدّه من الشمال المحيط المتجمد الشمالي، ومن الجنوب المحيط المتجمد الجنوبي، ومن الغرب آسيا واستراليا، ومن الشرق الأمريكتين، وتبلغ مساحة المحيط الهادي ما مقداره 165.25 مليون كيلومتر مربع، حيث يشكّل هذا المحيط ثلث إجماليّ مساحة سطح الأرض، ويوجد في غرب شمال المحيط الهادي أعمق نقطة بداخله، وهي خندق ماريانا (بالإنجليزية: Mariana Trench) على عمق (10.911م)، ويشار إلى تواجد مساحات كبيرة من المحيط الهادي لم يتم اكتشافها بسبب العمق الشديد، إلا أنه ومن ناحية أخرى تمّ اكتشاف رواسب الغاز الطبيعي والنفط في المياه الضحلة لهذا المحيط قبالة ساحل نيوزيلندا وأستراليا.[٢] تحتوي مياه المحيط الهادي على الكثير من الألماس، الأمر الذي يمكّن عملية استخراج اللؤلؤ منه، كما يعيش في المحيط مجموعةٌ متنوعةٌ وكبيرةٌ من الأسماك، مثل: سمك السلمون، وسمك التونة، وسمك أبو سيف، وسمك الرنجة، ويشار إلى أنّ الحياة البحرية في المياه غير آمنةٍ، لكون أنهار دول شرق آسيا، وجنوب شرق آسيا والملوّثة بالأسمدة، ومياه الصرف الصحي، والنفايات الصناعية، والمبيدات الحشرية تصبّ فيه، ما يؤدي إلى تلويث مياهه، والمساهمة في إنقاص كمية الأكسجين الموجودة داخل مياهه، ما يخلق مناطق ميتة في المحيط، هذا عدا عن أنّ الصيد غير القانونيّ في مياه المحيط الهادي أدّى إلى استنزاف الثروة البحرية بشكلٍ كبيرٍ، وفقدان أنواعٍ نادرةٍ من الأسماك.[٢] المحيط الأطلسي يعتبر المحيط الأطلسي (بالإنجليزية: Atlantic Ocean) ثاني أكبر المحيطات في العالم، ويقع هذا المحيط بين أوروبا وأفريقيا، وبين المحيط المتجمد الجنوبيّ والمحيط المتجمّد الشماليّ والأمريكتين، وتبلغ مساحة المحيط الأطلسيّ حوالي 76.762 مليون كيلومتر مربع، ومتوسط عمقه حوالي -3,646 م، ويتواجد فيه ممرات مائية مهمة تصل إلى المحيط الأطلسي، وهذه الممرات هي: ممر سانت لورانس البحري (بالإنجليزية: Saint Lawrence Seaway) بين كندا والولايات المتحدة، ومضيق جبل طارق الواقع بين المغرب وإسبانيا، ومضيق البوسفور (بالإنجليزية: Bosporus) في تركيا، وأوريسوند (بالإنجليزية: Oresund) بين السويد والدنمارك، وقناة كيل (بالإنجليزية: Kiel) في ألمانيا، وتعيش في مياه هذا المحيط الأسماك، والعديد من الكائنات والثديات البحرية مثل الحيتان، كما توجد في داخله ثروات طبيعية تتمثّل في حقول الغاز والنفط، والمعادن والأحجار الكريمة.[٣] المحيط الهندي يحتلّ المحيط الهندي (بالإنجليزية: Indian Ocean) ما مساحته 70,560,000 كم مربع من سطح الكرة الأرضية، ويحدّ هذا المحيط من الجهة الشمالية حدود اليابسة الآسيوية، ومن الجهة الشرقية أستراليا، ومن الغرب أفريقيا، ومن الجنوب المحيط المتجمّد الجنوبيّ والقارة القطبيّة الجنوبيّة، ويصل متوسط عمق هذا المحيط إلى 3,890 متراً، وأما أعمق نقطة بداخله فهي منطقة ديامانتينا (بالإنجليزية: Diamantina Deep) والتي يصل عمقها إلى 8,047 متراً، ويعدّ هذا المحيط من أدفأ المحيطات في العالم، لذلك فمياهه الدافئة الاستوائية ساعدت على تنوّع الحياة البحرية بداخله، حيث تتواجد الكثير من النباتات المائية والعوالق النباتية المهمة في السلسة الغذائية للثروة السمكية، كما أنّ المحيط الهنديّ يوفّر مكاناً مربحاً لصيد الأسماك خاصة الجمبري والتونة، والتي يتم بيعها في الأسواق العالمية، وبالرغم من ذلك فهناك عوامل ساهمت في التأثير على النظام البيئيّ البحريّ بشكلٍ سلبيّ، والتي تمثّلت في الصيد الجائر للأسماك، وفي التغيّرات المناخية.[٢] المحيط المتجمد الجنوبي يقع المحيط المتجمد الجنوبي (بالإنجليزية: Southern Ocean) في القارة القطبية الجنوبية، بخطوط عرض 60 درجة مئوية جنوباً، ويصنف في المرتبة الرابعة من حيث المساحة بين المحيطات الخمسة، ويبلغ عمق هذا المحيط ما بين 4,000 و 5,000 متر في جميع أنحاء المحيط، وقد اكتشف الباحثون بأن قاع المحيط المتجمد الجنوبي غنيّ بحقول ضخمة من النفط والغاز، والمنجنيز، والمعادن الثمينة كالذهب، وغيرها، وتعدّ الجبال الجليدية في المحيط المتجمد الجنوبيّ مصدراً مهماً للمياه العذبة، فهذه المياه تكفي البشر على وجه الأرض لعدّة أشهر، ويشار إلى أنّ هذا المحيط يشكّل خطراً كبيراً على السفن بسبب الجبال الجليدية، والعواصف، والأمواج القوية.[٢] يعيش في هذا المحيط الحيتان، والبطاريق، والحبار التي تكيفت مع الظروف الجوية القاسية، كما يمكن العثور على عدد ضخم من الطيور المهاجرة في منطقة المحيط المتجمد الجنوبي وفي القارة القطبية الجنوبية، مثل: النوارس، والخرشناوات، وطيور القطرس (بالإنجليزية: albatrosses)، وتتعرّض الحياة البحرية في هذا المحيط للعديد من المخاطر، منها ثقب الأوزون الموجود في القارة القطبية الجنوبية، والذي يسمح بمرور الأشعة فوق البنفسجية الضارة عبر مياه المحيط، والتي تساهم في التقليل من العوالق النباتية بنسبة تصل إلى 15%، هذا بالإضافة إلى الصيد الجائر الذي يحدّ من كمية الأسماك فيه.[٢] المحيط المتجمد الشمالي يقع المحيط المتجمّد الشمالي في المنطقة القطبية الشمالية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، ويعتبر هذا المحيط أصغر المحيطات وأكثرها ضحالةً، ويحيط به كلّ من أوراسيا، وأمريكا الشمالية، وغرينلاند، والعديد من الجزر الصغيرة، ويمتدّ المحيط المتجمد الشمالي على مساحة 14,056,000 كيلومتر مربع، وتصل مساحة الساحل لهذا المحيط حوالي 45,390 كم، ويرتبط بالمحيط الهادي عن طريق مضيق بيرنغ (بالإنجليزية: Bering Strait)، وأما الدول المجاورة لهذا المحيط، فهي: كندا، والولايات المتحدة، والنرويج، وأيسلندا، وروسيا، وغرينلاند.[٢] تتميّز المنطقة المناخية التي يقع فيها المحيط المتجمد الشمالي بأنّها منطقةٌ قطبيةٌ ذات درجات حرارة شديدة البرودة على مدار السنة، وفي فصل الشتاء يطول الليل فيها، أمّا في الصيف فتطول ساعات النهار، ويعيش في هذا المحيط أنواع من الحيتان والحيوانات المهددة بالانقراض، مع القليل من النباتات باستثناء العوالق النباتية الموجودة بكثرة هناك، ويعيش في هذا المحيط قنديل عرف الأسد (بالإنجليزية: Lion’s mane jellyfish)، كما يحتوي قاع المحيط على حقول الغاز الطبيعي، والنفط، والمعادن[/size]