خالد بن عبدالرحمن الدرويش
كيف تتحمس لاستغلال رمضان ؟
لكي تتحمس لاستغلال رمضان في الطاعات اتبع التعليمات التالية :
1- الإخلاص لله في الصيام:
الإخلاص لله تعإلى هو روح الطاعات , ومفتاح لقبول الباقيات الصالحات ,وسبب لمعونة
وتوفيق رب الكائنات , وعلى قدر النية والإخلاص والصدق مع الله وفي إرادة الخير تكون
معونة الله لعبده المؤمن , قال ابن القيم – رحمه الله - : (وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده
ورغبته في ذلك يكون توفيقه سبحانه وتعإلى وإعانته ... )
وقد أمرنا الله جل جلاله بإخلاص العمل له وحده دون سواه فقال تعالى
{ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ } الآية . [ البينة :5 ]
فإذا علم الصائم أن الإخلاص في الصيام سبب لمعونة الله وتوفيقه هذا مما يحفز المؤمن
لاستغلال رمضان في طاعة الرحمن سبحانه وتعإلى . ( صيام + إخلاص لله ) = حماس وتحفيز .
2- معرفة أن النبي سلم كان يبشر أصحابه بمقدم هذا الشهر الكريم :
وخصلة أخرى تدعوك للتحمس لاستغلال رمضان في طاعة الرحمن ألا وهي :
معرفة أن الرسول سلم كان يبشر أصحابه فيقول :
( جاءكم شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه ... الحديث ) وهذا يدل على عظم
استغلال رمضان في الطاعة والعبادة , لذا بشر به الرسول سلم الصحابة
الكرام ليستعدوا لاغتنامه .
3- استشعار الثواب العظيم الذي أعده الله للصائمين ومنها :
أ- أن أجر الصائم عظيم لا يعلمه إلا الله عز وجل
( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) .
ب- من صام يوماً في سبيل الله يبعد الله عنه النار سبعين خريفاً, فكيف بمن صام الشهر كاملاً .
ج- الصيام يشفع للعبد يوم القيامة حتى يدخل الجنة .
د- في الجنة باب يقال له الريان لا يدخله إلا الصائمون .
هـ- صيام رمضان يغفر جميع ما تقدم من الذنوب .
و- في رمضان تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النيران .
ز- يستجاب دعاء الصائم في رمضان .
[ أخي هلا أدركت الثواب العظيم الذي أعده الله للصائمين . فما عليك
إلا تشمر عن ساعد الجد , وتعمل بهمة ونشاط لتكون أحد الفائزين بتلك الجوائز العظيمة ] .
4- معرفة أن من هدي الرسول سلم في شهر رمضان
الإكثار من أنواع العبادات :
( وكان يخص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور )
, ومما يزيدك تحمساً لاستغلال رمضان أن تعلم أن رسولك العظيم صلى الله عليه
وسلم كان يكثر من أنواع العبادات من صلاة , وذكر ودعاء وصدقة , وكان يخص
هذا الشهر من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور الأخرى , فهل لك في
رسول الله قدوة وأسوة ؟ والله تعإلى يقول : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }
[الأحزاب :21 ] فتكثر من أنواع الطاعات في هذا الشهر .
5- إدراك المسلم البركة في هذا الشهر الكريم , ومن ملامح هذه البركة
حتى تزيدك حماساً :-
أ- البركة في المشاعر الإيمانية : ترى المؤمن في هذا الشهر قوي الإيمان ,
حي القلب , دائم التفكر , سريع التذكر , إن هذا أمر محسوس لا نزاع فيه
أنه بعض عطاء الله للصائم .
ب- البركة في القوة الجسدية : فأنت أخي الصائم رغم ترك الطعام والشراب ,
كأنما ازدادت قوتك وعظم تحملك على احتمال الشدائد , ومن ناحية أخرى
يبارك الله لك في قوتك فتؤدي الصلوات المفروضة , ورواتبها المسنونة ,
وبقية العبادات رغم الجوع والعطش .
ج- البركة في الأوقات : تأمل ما يحصل من بركة الوقت بحيث تعمل في اليوم
والليلة من الأعمال ما يضيق عنه الأسبوع كله في غير رمضان .
** فاغتنم بركة رمضان وأضف إليها بركة القرآن , واحرص على أن يكون
ذلك عوناً لك على طاعة الرحمن , ولزوم الاستقامة في كل زمان ومكان .
وهذا مما يزيدك تحمساً وتحفزاً على استغلال بركة هذا الشهر .
6- ومما يعين على التحمس لاستغلال هذا الشهر الفضيل في الطاعة :
استحضار خصائص شهر رمضان .
**أخي الحبيب خص الله شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير
من الخصائص والفضائل منها :
1- خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك .
2- تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا.
3- يزين الله في كل يوم جنته ويقول :
( يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ثم يصيروا إليك ) .
حديث ضعيف جداً كما قال الألباني رحمه الله في ضعيف الترغيب برقم 586.
4- تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار .
5- فيه ليلة القدر هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم الخير كله .
6- يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان .
7- لله عتقاء من النار في آخر ليلة من رمضان .
7- استشعار أن الله تعإلى اختص الصوم لنفسه من بين سائر الأعمال :
ومزية عظيمة يحصل عليها مستغل رمضان في الخير ، تجعل المرء لا يفرط في
رمضان ألا وهي : أن الله تعإلى اختص قدر الثواب والجزاء للصائم لنفسه من بين
سائر الأعمال كما في الحديث قال سلم : قال الله عز وجل :
( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ... )
إن هذا الاختصاص مما يزيد المؤمن حماساً لاستغلال هذا الفضل العظيم .
8- معرفة مدى اجتهاد الصحابة الكرام والسلف الصالح في الطاعة في هذا الشهر الكريم :
لقد أدرك الصحابة الأبرار فضل شهر رمضان عند الله تعإلى فاجتهدوا في العبادة ،
فكانوا يحيون لياليه بالقيام وتلاوة القرآن ، وكانوا يتعاهدون فيه الفقراء والمساكين
بالصدقة والإحسان ؟ وإطعام الطعام وتفطير الصوام ، وكانوا يجاهدون فيه أنفسهم
بطاعة الله ، ويجاهدون أعداء الله في سبيل الله لتكون كلمة اله هي العليا ويكون الدين كله لله .
9- معرفة أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة :
وخصلة أخرى تزيدك تعلقاً بالصيام وحرصاً عليه هي أن الصيام يشفع لصاحبه يوم
القيامة ، عند الله تعإلى ، ويكون سبباً لهدم الذنب عنه ، فنعم القرين ، قرين يشفع لك في
أحلك المواقف وأصعبها ، قال سلم :
( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة : يقول الصيام أي ربّ منعته الطعام
والشهوات بالنهار فشفعني فيه ، ويقول القرآن ربّ منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، فيشفعان )
[ رواه أحمد في المسند ].
10- معرفة أن رمضان شهر القرآن وأنه شهر الصبر :
وأن صيامه وقيامه سبب لمغفرة الذنوب ، وأن الصيام علاج لكثير من المشكلات
الاجتماعية ، والنفسية ، والجنسية ، والصحية .
** فمعرفة كل هذه الخصال الدنيوية والأخروية للصائم مما يحفز على استغلاله والمحافظة عليه .
هذه بعض الحوافز التي تعين المؤمن على استغلال مواسم الطاعات ، وشهر الرحمات
والبركات ، فإياك والتفريط في المواسم فتندم حيث لا ينفع الندم قال تعإلى :
{وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلا } [ الإسراء :21 ]
نسأل الله أن يتقبل منا الصيام والقيام وآخر دعوانا أن رب
العالمين وصلى الله وسلم على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين .
المراجع : كتب ورسائل تتعلق بشهر رمضان .
أخوكم
خالد بن عبدالرحمن الدرويش