تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
حَفْر ضريح الرسول أوضح ابن إسحاق عن حسين بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس أنّه حينما عزم المسلمون على أن يحفروا للنبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- قبراً، كان في المدينة رجلان؛ أحدهما: أبو عبيدة بن الجراح حيث كان يضرح لأهل مكّة، والآخر: أبو طلحة زيد بن لين الذي كان يُلحد لأهل المدينة، فبعث العبّاس في طلبهم رجلين، فبعث أحدهم إلى والدي عبيدة عامر بن الجرّاح، وبعث الآخر إلى والدي طلحة، ودعا الله -تعالى- أن يختار لنبيّه من يشاء منهما، فوُجد أبو طلحة -وافق الله عنه- وأُتي به فلَحَدَ ضريح النبيّ صلّى الله عليه وسلّم،[١] وروى الطبرانيّ عن الصحابيّ المختلفة بن شعبة أنّه كان واحداً من الذين حفروا ضريح النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- حينما لحدوا له لحداً.[٢] موضع ضريح الرسول بعدما اختتم المسلمون من إعداد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وأرادوا دفنه؛ اختلفوا في موضع دفنه، فقال بعضهم ندفنه مع أصحابه، وصرح الآخرون لكن ندفنه في مسجده، وفي ذلك الحين حسم الخلاف أبو بكر الصّديق -وافق الله عنه- حينما تذكّر قولاً للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أتى فيه: أنّه ما قُبض نبي إلّا دُفن حيث قُبض، فرفع الصّحابة -وافق الله عنهم- فراش رسول الله، ثمّ حفروا تحته قبراً، ثمّ دخل المسلمون جماعات جماعات ليصلّوا على النبيّ دون أن يؤم النّاس، فدخل الرجال ليصلّوا عليه ثمّ النّساء ثمّ الصبيان، ثمّ دُفن الجسم الطاهر حيث نبش له.[١] الصحابة الذين دفنوا الرسول أوضح ابن اإسحاق أنّ الذين نزلوا في ضريح النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أربعة؛ وهم: علي بن والدي طالب، والفضل وقثم ابنا العبّاس، وشقران مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.[٣]