تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا علم هذا فإن الاحتلام في
الحقيقة هو نعمة من الله تعالى؛ لأن الجسم عندما يحصل له حاجة لإخراج
المني ولا يجد لذلك الطريقة لإخراجه عن طريق الجماع مع الزوجة فإن الله جل
وعلا بكرمه يفرج على الإنسان بإخراج المني على صورة الاحتلام.
والمقصود أن التفسير الشرعي للاحتلام لا ينفك عن المعنى الطبي، فإن الله جل
وعلا قد خلق الإنسان وركب فيه من الأجهزة التي تؤدي وظائفها بحفظ بدنه
والاستمرار على الحياة فيه؛ قال تعالى: {الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى}،
ومعنى الآية أن الله جل وعلا وهب لكل مخلوق هيئته المناسبة ثم هداه إلى ما
يحفظ به حياته على هذه الأرض.
و يجب أن نفرق بين الإحتلام عند الرجل و المرأة و بين معاشرة الجن لهما
سواء كان الجن داخل الجسد أو خارجه , علماً أن الجن إذا كان داخل الجسد
فإنه يسبب أو يدفع أو يشجع على الإحتلام فقط أو ممارسة العادة السرية من
طرف الشخص الممسوس , و بالطبع ليس كل من يحتلم يكون ممسوساً , و لكن كل من
يجد دافعاً قوياً و يكثر من ممارسة العادة السرية دون معرفة السبب أو
تمرير اليد على الجسد بشهوة , أو الجلوس كثيراً أمام المرآة أو لوقت طويل
, أو يجد خدوش على منقطة الفخذ أو الذراعين أو الصدر أو البطن عند قيامه
من النوم فليبحث عن السبب الخفي .
و هذه فروق قد تساعد على التفريق بين الإحتلام العادي و بين المس العاشق :
1-
الممسوسة/ الممسوس من الجن مس عشق لا ترغب/يرغب في معاشرة زوجها / زوجته
بل و يرغب في ممارسة الزنا بشكل قوي إذا كان متزوج/ة أو يسقط الحمل أو لا
تحمل الزوجة أصلا دون وجود مرض عضوي و إن لم يكن متزوج فلا يتزوج بسرعة و
قد يأخذ وقتاً طويلاً مع تكرار الخطوبة التي لا تتم , سواء كان شاب أو
فتاة , أو رؤية العريس / العروس في صورة بشعة و مخيفة و من ثم يرفض أو
ترفض الزواج , و هذه العلامة أهم علامة يستدل بها على المس العاشق .
2- الإحتلام يأخذ وقت قصير بينما المعاشرة مع الجن تحتاج وقت طويل كما هي المعاشرة بين الرجل و المرأة .
3- الإحتلام يحتاج فيه الشخص للفكر و الذاكرة ( الشعور و الإحساس ) أما
المعاشرة تحتاج للجسد كله و لهذا فهي تكون كالحقيقة و واقع عملي و يحس من
يقوم به بالإجهاد عن الإنتهاء منه .
4- الإحتلام قد يكون بعد إثارة أو تذكر لموقف أو رغبة في شخص معين من غير
رؤية فقط ( أحلام اليقظة ) أما المعاشرة فتكون برؤية شخص معين و كثيراً ما
يكون من الأقارب و يسبقها الجوع الجنسي الطاغي و الذي لا يقاوم و ذلك من
مكر الجن حتى يسهل عليه المعاشرة .
5- الإحتلام لا يشعر و لا يحتاج صاحبه لتغيير وضعه كثيراً , و المعاشرة
يشعر و يجد من يتعرض لها بالتغيير في وضعه و التقلب من مكان لآخر رغماً عنه
.
6- الإحتلام لا يشعر صاحبه من يشد أو يتحسس شعره أو جسده و خاصة الأعضاء التناسلية و المعاشرة يجد صاحبها الكثير من ذلك .
7- لا يحصل الإحتلام للمرأة أثناء دورتها الشهرية أو النفاس , أما معاشرة الجن فتحصل و ربما تزداد في هذه الأوقات .
من هنا يمكن فقط للنائم أن يفرق
بين ما إذا كان يحلم أو و العياذ بالله به مس عاشق و في كل الحالات يجب
على المسلم أو المسلمة التمسك بأذكار الصباح و المساء و قراءة الأوراد و
أذكار قبل النوم و مواظبة قراءة و سماع سورة البقرة لما فيها من خير و حفظ
من الشياطين .
نسأل الله لنا و لكم العافية في الدنيا و الآخرة و أتمنى أن تستفيدوا من الموضوع .