ما هي هشاشة العظام؟
هشاشة العظام هي أحد أمراض العظام، وهو تعبير يطلق على نقص غير طبيعي واضح في كثافة العظام (كمية العظم العضوية وغير العضوية) وتغير نوعيته مع تقدم العمر. العظام في الحالة الطبيعية تشبه قطعة الإسفنج المليء بالمسامات الصغيرة، وفي حالة الإصابة بهشاشة العظام يقل عدد المسامات وتكبر، وتصبح العظام أكثر هشاشة وتفقد صلابتها، وبالتالي فإنها يمكن أن تنكسر بمنتهى السهولة. وهذه الكسور التي تصيب عظام فقرات العمود الفقري قد تجعل الأشخاص المصابين بهشاشة العظام ينقصون في الطول، وقد تصبح ظهورهم منحنية بشدة ومحدبة.
وهشاشة العظام هي أحد الأمراض الأكثر انتشاراً حتى من أمراض السكري والقلب، إذ يقدّر العلماء عدد المصابين به ما يجاوز المليار شخص على مستوى العالم، وتبلغ نسبة إصابة النساء ستة أضعاف الرجال.
وفي كل سنة يتعرض العديد من الأشخاص المصابين بهشاشة العظام لحدوث كسور في الورك أو الساعد بمجرد السقوط، وآخرون يتعرضون لتلف العظام في ظهورهم لأسباب بسيطة قد لا تزيد عن الانحناء أو السعال.
وهشاشة العظام تنشأ عادة على مدى عدة سنوات، إذ تصبح العظام تدريجياً أكثر رقة وهشاشة، وهذه هي الفترة التي فيها نحتاج فعلاً أن نحدد الأشخاص المصابين بهشاشة العظام قبل أن يحدث تلف شديد وقبل أن تنكسر، لأنه توجد الآن طرق للعلاج. وحيث إن مرض هشاشة العظام من الأمراض الصامتة والتي قد تنشأ بدون ألم وأول أعراضه هو حدوث الكسور، فإنه من الضروري جداً أن نبني عظاماً قوية في شبابنا، ونحافظ عليها مع تقدم العمر. ويجب دائماً أن نعرف ما إذا كنا معرضين للإصابة بهشاشة العظام حتى يمكننا اتخاذ الخطوات التي قد تمنع بإذن الله حدوث هذا المرض أو – بالتعاون مع الطبيب – توقف تقدمه.
وهشاشة العظام أكثر شيوعاً في النساء عنها في الرجال، وقد تتسبب في مضاعفات خطيرة. وهي تصيب النساء في منتصف الأربعينات بل وأيضاً في الثلاثينات من العمر كما تصيب المتقدمات في السن. وخطر حدوث كسر في الورك بسبب هشاشة العظام عند النساء تفوق إجمالي خطر حدوث سرطان الثدي وعنق الرحم والمبايض مجتمعة، وإن واحداً من بين خمسة أشخاص من الذين يتعرضون لكسر في الورك يموتون خلال سنة واحدة.
كيف تحدث هشاشة العظام؟
إن عظامنا تتقوى في مقتبل حياتنا، عندما نكون في مرحلة النمو، وهي تصل عادة إلى أشد قوتها في أواخر سن المراهقة أو في العشرينات من العمر. بعد هذا الوقت تبدأ العظام بالترقق تدريجياً وتصبح أكثر هشاشة طوال الجزء المتبقي من عمرنا. ويمكن للأطباء أن يحصلوا على مؤشر جيد لقوة العظام بقياس الكثافة العظمية، والذي يمكن إجراؤه بواسطة اختبار بسيط يشبه الأشعة السينية. وعلى الرغم من أن بعض الفقد العظمي هو جزء من عملية الشيخوخة الطبيعية، فلا ينبغي أن تصبح العظام هشة جداً حتى أنها لا تتحمل إجهادات الحياة اليومية العادية. فعندما يصاب الإنسان بهشاشة العظام، فإن قوة عظامه تنقص إلى الدرجة التي فيها يصبح أكثر عرضة لحدوث الكسور بشكل تلقائي لمجرد التعرض لإصابة بسيطة.
وخطر حدوث هشاشة العظام لدى أي إنسان تتأثر بكمية الكتلة العظمية المتكونة إلى حين وصول هذا الإنسان إلى ذروة كتلته العظمية؛ ولأن كمية الكتلة العظمية تنقص مع تقدمنا في السن، فإن خطر حدوث هشاشة العظام تكون أعلى في الأشخاص المسنين. ولكن هناك عدة عوامل أخرى تؤثر بشكل جوهري على السرعة التي يفقد بها الإنسان كتلته العظمية، وهذه أشياء يجب أن تؤخذ في الاعتبار عندما نحول تقييم خطر حدوث هشاشة العظام لدينا.
هل توجد عوامل في الرجال والنساء؟
رغم انتشار هشاشة العظام بين النساء بنسبة أكثر من الرجال بسبب ظروف نقص هرمون الإستروجين، إلا أن هناك بعض عوامل الإصابة المشتركة بين الجنسين. بعض هذه العوامل أهم من غيرها، ويمكن أيضاً أن تكون آثارها تراكمية بحيث إن الأشخاص الذين لديهم عدة عوامل مختلفة يكونون أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام.
أولاً: عوامل متعلقة بالمريض:
*
وجود تاريخ لمرض ترقق العظم في العائلة.
*
تقدم العمر: بسبب انخفاض مستويات هرمون الإستروجين (Estrogen) عند النساء والتستوستيرون (Testosterone) عند الرجال.
*
النحافة أو البنية الرقيقة.
*
أن يكون الجنس أنثى.
*
عند الإناث:
- انقطاع الطمث (الدورة الشهرية) في سن مبكرة قبل الخامسة والأربعين.
- الحمل أكثر من ثلاث مرات على التوالي.
- عدم الإرضاع مطلقاً أو الإرضاع لمدة تزيد عن ستة شهور.
- النساء اللواتي لم يحملن أو لم ينجبن أطفالاً.
ثانياً: عوامل تتعلق بنمط الحياة:
*
قلة تناول الكالسيوم (أقل من جرام واحد يومياً).
*
نقص التمارين الرياضية: وإن كانت التمارين لن تعيد الكتلة العظمية المفقودة، إلا أنها قد تبطئ فقدان المادة العظمية. بالإضافة إلى ذلك فإن التمارين تساعد في الحفاظ على الصحة البدنية بوجه عام، وقوة العضلات، والقدرة الحركية، والمرونة، كما وأن التمارين في حد ذاتها قد تقلل من مخاطر حدوث كسور الورك والرسغ عند السقوط.
*
التدخين: بالإضافة إلى جميع المشاكل الأخرى التي يسببها التدخين، فإنه أيضاً يتعارض مع صحة العظام. فالتدخين يزيد من سرعة فقدان العظم لدى المدخن، وهذا يجعله أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام.
*
الإفراط في تناول الكحوليات: إن تناول كميات كبيرة من الكحوليات يعيق أيضاً قدرة الجسم على الحفاظ على العظام صحيحة وسليمة.
*
تناول القهوة بكميات كبيرة.
*
تناول الأطعمة الغنية بالألياف بكميات كبيرة.
*
انعدام أوقلة التعرض لأشعة الشمس.
ثالثا: عوامل مرضية أو تناول بعض الأدوية:
*
أمراض الجهاز الهضمي وسوء الامتصاص.
*
الفشل الكلوي المزمن.
*
زيادة نشاط الغدة الدرقية.
*
زيادة نشاط الغدد جارات الدرقية.
*
تناول مركبات الكورتيزون (الأدوية الستيرويدية - Steroids).
*
تناول الأدوية المستعملة في علاج الصرع.
*
استعمال مميـّعات الدم (الهيبارين - Heparin).
*
الأمراض النفسية التي تؤدي إلى اضطراب الشهية وعدم انتظام تناول الطعام.
*
نقص الكالسيوم في العظام: إن الكالسيوم مادة هامة جداً يحتاجها الجسم للحفاظ على العظام قوية وصحيحة. فإذا كان الغذاء لا يحتوي على قدر كاف من الكالسيوم – من خلال منتجات الألبان والخضروات الطازجة - فإن الإنسان يكون أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام. إن كمية الكالسيوم التي تحتاجها أجسامنا تختلف مع تقدمنا في العمر. ويوصى بالإكثار من تناول الكالسيوم للأطفال والمراهقين والنساء المرضعات وبعد سن اليأس.